بحث في النظرية الاقتصادية نحو الاستراتيجية والسياسات المقترحة لاقتلاع البطالة من المجتمع
تقف البشرية الآن في حالة البطالة بعد أحداث أفغانستان، واحتلال العراق من عدة دول بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003 وأزمة 2008، عند نقطة تحول تاريخي، فلأول مرة يرتفع حجم البطالة في العالم كله وتتفاقم مشكلتها، ليصل إلى ما يزيد عن المليار نسمة في حالة بطالة كاملة أو جزئية وهو ما يعادل 35% من قوة العمل في العالم أجمع (1)، ويوزعون بنسب مختلفة، في العالم الأول، والثاني والثالث(2)، بحيث يمكن القول أن مشكلة البطالة ذات نزعة عالمية، وذلك يعني أن البطالة تطورت الآن لتصبح هيكلية وطويلة المدى، فالمشكلة تكمن في انعدام فرص العمل المنتجة والمجزية، كما لم يستطع القطاع الخاص أن يولد فرص عمل، معنى هذا أن البطالة أصبحت مصدرًا للفقر والبؤس والحرمان وبيئة خصبة للإرهاب، والعنف والجريمة والمافيا.
كانت البطالة، ولا تزال من أبرز التحديات الأساسية التي تواجه النظم الاقتصادية، ولهذا لم يكن من قبيل المصادفة أن يحتل البحث في أسبابها وسبل مواجهتها مكانة مهمة متميزة في تاريخ الفكر الاقتصادي على اختلاف مدارسه واتجاهاته، وقد كانت هذه القضية تحديدًا – مجالاً لصراع فكري كبير بين هذه المدارس والاتجاهات، وهو الصراع الذي أغنى كثيرًا النظرية الاقتصادية ونتج عنه وجود فرع خاص في الدراسات الاقتصادية.
فقد أصبحت البطالة الآن في مختلف دول العالم هي المشكلة الأولى، ولقد قال كريستيان بورتمان نائب رئيس البنك الدولي في مؤتمر صحفي عقده في شهر يونيو 2004 بالقاهرة (أن مشكلة البطالة تفرض تحديًا رئيسيًا على الحكومة المصرية من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية، وأن تلك المشكلة لا ترتبط بمستويات الدخول فحسب، وإنما ترتبط كذلك بتصورات الناس عن أنفسهم داخل المجتمع وتصوراتهم عن قدرتهم على تلبية احتياجات أسرهم، كما أفاد بأن نسبة البطالة بين الشباب في مصر تتراوح بين 15 ، 16% وهو ما يخفي أبعادًا حيوية وديناميكية لقضية التوظيف والبطالة(3).
في المقدمة تناول الباحث اللحظة التاريخية التي تعيشها البشرية الآن، بعد احتلال العراق 2003، وموقف مشكلة البطالة منها، خاصة أن هناك فقرًا شديدًا في الفكر الاقتصادي الراهن لفهم هذه المشكلة وسبل اقتلاعها، وتعد مباحث هيكل الدراسة الحالية، في الحقيقة، محاولة، بذلها الباحث لإلقاء بعض الأضواء على المشكلة أملاً في الاقتراب من الفهم الحقيقي والموضوعي، بعد أن تعقدت واستعصت على الفهم، ناهيك عن الاقتلاع، لذا تم عرض تاريخ مشكلة البطالة في العالم، أهمية البحث، مكوناته، أهدافه، فوائده، المناهج البحثية المستخدمة.
تم في المبحث الأول عرض وتشخيص ومواجهة البطالة في النظريات المرجعية، وهي النظرية الكلاسيكية، والنظرية الماركسية، حيث احتلت مشكلة البطالة مكانة مهمة في النظرية الأولى باعتبار أنها أكثر المشكلات إثارة للتطرف والعنف والاضطراب، أما النظرية الثانية قد أخذت من الأولى أهم منجزاتها، ثم وقفت منها موقف النقد، وانتهى الأمر بنظرة مخالفة لما ذهب إليه الكلاسيك، وتخلص النظرية الماركسية إلى أن النظام الرأسمالي يؤدي إلى الإفقار الدائم والمقصود للعمال، وإلى اندلاع الثورة.
وفيما يتعلق بالمبحث الثاني فقد تم بيان تحليل مشكلة البطالة في النظريات الوسطى، وإذ تنكر النيوكلاسيك لأهم تعاليم ومنجزات الكلاسيك، وأهتموا بتجريد التحليل الاقتصادي من البعد الاجتماعي، والتركيز على الأسواق، والأسعار، وتطور النقود وعمليات الائتمان وتبرير المتناقضات الطبقية، وعدم الاهتمام بمشكلة البطالة ولهذا تعرضت للكثير من الانتقادات التي ظهرت فيما بعد، وفتحت المجال لظهور نظريات جديدة، تعرف نظرية كينز بأنها نظرية البطالة، حيث كانت المشكلة الأساسية التي قام كينز بدراستها وتحليل أبعادها هي كيفية إنقاذ النظام الرأسمالي من البطالة، فالطلب الكلي الفعال (هو الذي يحدد العرض الكلي) وبالتالي حجم الناتج والدخل والتوظيف، ويتم مواجهة البطالة بزيادة الاستثمار وبضرورة تدخل الدولة.
دراسة الكاملة 41 صفحة
كلمات دلالية:
بحث جاهز عن البطالة.doc ، بحث عن البطالة.pdf
المقدمة حيث تعد الألعاب الإلكترونية من أهم الوسائل الترفيهية التي يستخدمها الأفراد في حياتهم اليومية،… أقرا المزيد
التسرب المدرسي التسرب المدرسي هو مصطلح يُستخدم لوصف حالة التلاميذ الذين يتركون المدرسة دون الحصول… أقرا المزيد
مفهوم التوحيد التوحيد هو مفهوم في الإسلام يشير إلى توحيد الله عز وجل، وهو أساس… أقرا المزيد
مقدمة تغيرات المناخ هي مجموعة من الظواهر الجوية الطويلة الأمد التي تؤثر على المناخ العالمي… أقرا المزيد
السيل الكبير يعتبر "السيل الكبير" في الطائف من أشهر الأودية في المنطقة، وهو يشهد تدفقًا… أقرا المزيد
نبذة عن تويتر تويتر هي منصة تواصل الاجتماعية عبر الإنترنت حيث تم إنشاؤها في عام… أقرا المزيد
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط.
عرض التعليقات
good