يواجه المسلم المعاصر أزمة ليست بالهيئة تتمثل في أنه يحمل في قلبه عقيدة وفي عقله تصوراً وفي كتابه شريعة وفي نفس الوقت هو يعيش في مجتمع سياسي لا تقوم قوانينه وأوضاعه وعلاقاته الداخلية والخارجية على تلك العقيدة وذلك التصور وتلك الشريعة. لقد بات واضحًا لكل ذي لب التناقض الجوهري والجذري وبين الواقع الذي يعيش ضمنه المسلم المعاصر من جهة؛ وبين ما يحمل من عقيدة الوحدانية والتصور الكوني الشمولي والشريعة ذات البنود والتوجهات الجذرية من جهة أخرى حتى الطفل في المدرسة الابتدائية بات يتساءل عن الواضح بين ما يتلقاه من تعاليم في درس التربية الإسلامية من جهة والواقع الذي يشاهده ريما في الفصل نفسه والمدرسة نفسها والمنزل نفسه الذي يعيش فيه مع والديه من جهة أخرى. أزمة المناقضة هذه تضع المسلم المعاصر إزاء خيارات صعبة للغاية غاية.
أولى الخيارات أن يقرر الانسحاب من مسرح الحياة إلى عالم من صنعه ربما لايخرج من نطاق المسجد وبعض الحلقات الدينية المحضة والغرق في قضايا لا علاقة لها بهذا العالم المتحرك، والمسلم الذي يتبنى هذا الخيار ويحمل فلسفة الانسحاب والانزواء والتكوص والانكفاء سرعان مايجد نفسه يعيش في عالم غريب له مناخه وشخوصه وقاموسه وتقاليده وهو عالم في كل الأحوال يتحرك في الأرجاء المهملة من هذا الوجود. الذي يضطرم بالقوة والعافية والقابلية والعمران، وفي نهاية المطاف قد يموت هذا المسلم دون أن يترك أثرًا له فوق هذه الأرض.
وثاني هذه الخيارات هو خيار الثورة على هذا الواقع الذي يناقض العقيدة الإسلامية والتصور الإسلامي والشريعة الإسلامية، وهذا الخيار الاشك يضع المسلم المعاصر في مواجهة هذا العالم وهو أمر في غاية الخطورة والتشابك والتعقيد؛ إذ أن الواقع الذي يحيط بالمسلم ربما لا يرتكز على شرعية أصولية؛ لكنه من جانب آخر واقع متسلح بكل الأدوات التي تمكنه من وأد المسلم المعاصر وأدًا. ولذا فإن الخيار الثاني – وفق. معادلة الصراع الحالية التي يعيشها المسلم المعاصر – وفي نهاية المطاف يكشف ظهر الإسلام كشفاً ويحرض القوى المضادة له على تناسي تناقضاتها من أجل تصفيته وإنهاء وجوده السياسي.
وثالث هذه الخيارات هو خيار الممكن من المستحيل ويتلخص في تحقيق ما يمكن تحقيقه من مقاصد الشريعة ضمن النظام العام للأوضاع والأشياء. وييدو أن هذا الخيار الثالث هو المتاح حاليًا بشكل نسبي اللمسلم المعاصر في بعض مناطق العالم الإسلامي. ويبدو أيضًا أن هذا الخيار – وفق معادلة الصراع الحالية التي يعيشها المسلم المعاصر – هو الخيار الأنسب من كل الوجوه بالرغم من أنه وفي كثير من الأحيان يؤدي إلى إصابة المسلم المعاصر بما يسميه علماء النفس ب (التنافر الإدراكي) جراء تعامله اليومي مع واقع لا يؤمن به من الأساس.
[/sociallocker]
المقدمة حيث تعد الألعاب الإلكترونية من أهم الوسائل الترفيهية التي يستخدمها الأفراد في حياتهم اليومية،… أقرا المزيد
التسرب المدرسي التسرب المدرسي هو مصطلح يُستخدم لوصف حالة التلاميذ الذين يتركون المدرسة دون الحصول… أقرا المزيد
مفهوم التوحيد التوحيد هو مفهوم في الإسلام يشير إلى توحيد الله عز وجل، وهو أساس… أقرا المزيد
مقدمة تغيرات المناخ هي مجموعة من الظواهر الجوية الطويلة الأمد التي تؤثر على المناخ العالمي… أقرا المزيد
السيل الكبير يعتبر "السيل الكبير" في الطائف من أشهر الأودية في المنطقة، وهو يشهد تدفقًا… أقرا المزيد
نبذة عن تويتر تويتر هي منصة تواصل الاجتماعية عبر الإنترنت حيث تم إنشاؤها في عام… أقرا المزيد
يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط.