ملخص الدراسة:

الملخص : شهدت اندونيسيا حركات تمرد واسعة دفع بالرئيس سوكارنو الى استخدام القوة لإطفاء جذوتها، حاولت الولايات المتحدة الامريكية ان تؤدي دورا مزدوجا عن طريق امداد كلا الطرفين بالأسلحة والاعتدة، والسؤالين الذين يُطرحان في هذا المقام ما هي الاسباب التي دفعت بالولايات المتحدة الامريكية لان تؤدي هذا الدور؟ وما هي الاساليب التي استخدمتها للعب ذلك الدور؟ نحاول في هذا البحث ان نسلط الضوء على الاحداث التي جرت على ارض اندونيسيا في وقت كان العالم محكوم من قبل قويتين عظميتين هي الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي وقعت قارة اسيا تحت تنافس هاتين الدولتين الكبيرتين والتي ربطتها علاقات دولية ترتب عليها متغيرات، عدّت عاملا مهما بل وحاسما ايضا في سير الاحداث السياسية والعلاقات الخارجية على المسرح السياسي لدول جنوب شرق اسيا في النصف الثاني من القرن العشرين والتي قادت هذه المتغيرات والظروف الى حرب باردة ادت في طبيعتها الى فرض توازن جديد على صعيد تلك العلاقات ،من جانب اخر، وعلى النقيض من كراهية سوكارنو للقوى الغربية والإمبريالية والتوترات مع ماليزيا، فقد تغيرت العلاقات الخارجية الإندونيسية منذ "النظام الجديد" الذي اعلن عنه سوهارتو والقائم على بناء علاقات على أساس التعاون الاقتصادي والسياسي مع الدول الغربية، في وقت حاولت الولايات المتحدة الامريكية مسك العصا من الوسط في علاقاتها مع المتمردين والحكومة المركزية، لاسيما وان التدخل السوفيتي رمى بثقله الى جانب الحكومة الاندونيسية، واخذ بتزويدها بالسلاح من اجل قمع حالات التمرد فضلا عن المد الشيوعي الذي اجتاح المنطقة الاسيوية حينها، والذي عدّ العدو الاول للولايات المتحدة الامريكية فيها والذي بات يهدد مصالح الاخيرة، والباحث المتتبع للوثائق الامريكية يظهر له بدقة ان الادارات الامريكية المتتالية تابعت الاحداث والتطورات فيها على ارض الحكومة الاندونيسية وسير العلاقات بين الاخيرة والمتمردين والاتحاد السوفيتي فكانت الولايات المتحدة الامريكية متخوفة من الامدادات العسكرية للطرفين خوفا من استخدامها ضد الهولنديين الاصدقاء الحلفاء لها في غرب غينيا الجديدة.