ملخص الدراسة:

حظيت الدراسات التي تتناول الأثر الفكري للأندلس على بلاد المغرب خلال عصري المرابطين والموحدين, اهتماماً واسعاً من لدن الباحثين والدارسين, وكتبت عن هذا الجانب, عشرات الكتب والمؤلفات والبحوث والرسائل والأطاريح الجامعية سواء داخل العراق أو خارجه, التي تناولته بإسهاب من زوايا متنوعة ومختلفة. الا إن أثر المغاربة الفكري على بلاد الاندلس خلال العصرين المذكورين, لم يحظ بالاهتمام نفسه, بل تكاد تفتقر المكتبات لبحوث أو دراسات جامعية تناولت هذا الجانب رغم أهميته في تأريخ الفكر العربي الإسلامي، فلا أحد يستطيع أن يتغاضى او ينكر الاسهامات الفاعلة لعلماء وأدباء المغرب في مجالات الفنون والعلوم والميادين الاخرى والتي كان لها أثر فكري واضح على عموم الحياة الفكرية في أهم مدن الأندلس.ولأهمية معرفة هذا الأثر والاطلاع عليه, وما بفرض ذلك من خلال استجلاء مكامنه ومجالات المعرفة, جاء بحثنا الموسوم (اثر المغاربة الفكري على بلاد الاندلس خلال عصري المرابطين والموحدين) وشمل الملامح العامة للحياة الفكرية في بلاد الاندلس في ظل عصري المرابطين ثم الموحدين إذ مسحنا بايجاز المناخات الفكرية التي كانت سائدة وأهم العلوم الرائجة هناك, ومدى تأثر هذه العلوم بالسياسات المعتمدة ازاءها أو إزاء بعضها بتعبير ادق والتي كانت تمارسها الدولة المرابطية ثم الموحدية. وتطرقنا فيه ايضاً الى ابرز وأهم العلماء والأدباء المغاربة مع ذكر بعض نتاجاتهم العلمية والفكرية, أو مزاولتهم لتدريس العلوم المختلفة في العديد من المدن المهمة في الأندلس.