ملخص الدراسة:

مرت العلاقات الإيرانية الأفغانية في مختلف الحقب التاريخية بأزمات حادة بسبب تدخلات النظام الإيراني بالشؤون الداخلية لأفغانستان وسعيه المستمر إلى تبديل النظام فيها, إلا انه من جانب آخر , حاول الاتحاد السوفيتي إبقاء الجسور مفتوحة مع إيران , والاستفادة من الفرص لتوسيع نفوذه في إيران, ويمكن أن نلمس ذلك من خلال الزيارات التي تمت بين المسؤولين من كلا البلدين, والتي أثمرت عن عقد العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية.إن مرحلة الانتعاش التي شهدتها العلاقات السوفيتية الإيرانية مؤخرا إنما تمثل في الحقيقة سعي الاتحاد السوفيتي لتوسيع نفوذه في إيران , في وقت كانت الأخيرة تحاول تحسين علاقتها مع السوفيت من اجل التأثير عليها بشأن إمداد العراق بالأسلحة واتخاذ موقف أكثر ايجابية أتجاه إيران.توصلت الدراسة هذه إلى صعوبة توقع الآفاق المستقبلية للعلاقة مابين البلدين بسبب الأزمة السياسية الحادة بين البلدين, والفوضى الداخلية السائدة في كل منهما, وتبين لنا أنه في حالة نجاح الاتحاد السوفيتي في تثبيت نفوذه في أفغانستان وتعزيز السلطة القائمة ذات الاتجاه الماركسي فانه سيحاول من خلالها توطيد العلاقات مع إيران , وان الأخيرة ستلبي مثل هذه المبادرات لأمور تتعلق بأمنها من ناحية وتباين النظم السياسية من ناحية ثانية. فالنظام الإيراني يعتمد على الماركسية وبذلك فأنه يرتبط مع سياسة الاتحاد السوفيتي الإستراتيجية في المنطقة.