ملخص الدراسة:

يشكل العراق نقطة محورية بين العالم الشرقي والغربي نظرا لتاريخه الحضاري وموقعة الجيوستراتيجي ولكثرة ثرواته الطبيعية لأمر الذي جعله نقطة محورية في التنافس بين الدول الساعية لاستغلاله . فمنذ نشأت النظام الملكي في العراق عام 1921 وحتى قيام ثورة 17 تموز 1958 ازدادت محاور التدخلات الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانية خشيتاً من النفوذ الروسي مما ادى الى اعلان حلف بغداد الذي اثر في السياسة الداخلية والخارجية للعراق فضلاً عن موقف العراق من العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 وما رافقه من غليان شعبي حول هذا العدوان .كانت الهزيمة التي لحقه ببريطانية في حربها ضد مصر لها تداعيات وخيمة على مستقبل بريطانية وخشية الولايات المتحدة الامريكية من النفوذ الروسي في العراق سارعت الى اصدار مبدأ ايزنهاور وهو شكل جديد من اشكال التدخلات الدولية في شؤون دول الشرق الاوسط وفي مقدمتها العراق في اطار المساعدات العسكرية والمادية التي لم تستمر طويلاً سرعان ماضهرت بوادر الغليان الشعبي وقيام ثورة 14 تموز1958 والإطاحة بنظام الملكي التي مثلت نقطة تحول في استراتيجية السياسة الغربية الاستعمارية ليس في العراق فحسب بل في منطقة الشرق الاوسط مما ادى الى تصعيد التدخل الدولي والصراع حول المصالح لحماية مصالحها في العراق والخليج العربي.