فاعلية برنامج إرشادي لخفض الوحدة النفسية لدى الأرامل العاملات وغير العاملات pdf
ملخص الدراسة:
تعاني النساء في المجتمع العراقي من مشكلات نفسية واجتماعية واقتصادية وقيميه عدة نتيجة عن التغيرات التي لحقت بالقيم الإنسانية فضلا عن التحولات السريعة التي مرت بها العراق الجريح بسبب الحروب التي تعرض لها واحتلال عام 2003 وما رافق ذلك من عمليات تهجير وتدمير واقتتال طائفي ،مما أدى إلى أضرار نفسية كبيرة بالفرد العراقي بصورة عامة والنساء اللواتي فقدن ازواجهن بصوره خاصة ، ومن هذه المشكلات النفسية مشكلة الشعور بالوحدة النفسية ، خاصة بعد ان ارغمت على فراق شريك الحياة التي تعددت صور هذا الفراق واذ ان الشعور بالوحدة النفسية حالة ينفرد بها الإنسان عن غيره من الكائنات الحية بسبب امتلاكه نظاماً اجتماعياً ، يتأثر به ويؤثر فيه ، وأي خلل قد يحدث في الأواصر التي تربط الإنسان بغيره من أبناء جنسه أو أي تغير يحدث في النظام الاجتماعي ، ينعكس على الفرد ، وينتج عنه اضطراب في الطابع الاجتماعي المكتسب لدى الأفراد ، مما يولد لديهم الشعور بالاغتراب أو الانعزال أو معاناة الوحدة النفسية وكما تترك آثارا على الفرد حيث من شأنها أن تؤثر على مجمل نشاطاته كما أنها تُعد نواة لمشكلات نفسية واجتماعية أخرى. وعلى الجهات ذات العلاقة الاخذ على عاتقها سبل تخفيف وعلاج مثل هذه المشاكل ولعل من ابسط واهم السبل هو الارشاد النفسي لما له من حلول ناجعة لمثل هذه المشاكل ، اذ ان الإرشاد النفسي ومن خلاله يقوم المرشد بمساعدت العميل مساعدة لكي يواجه, ويفهم, ويتقبل المعلومات عن نفسة ويتفاعل مع الآخرين حتى يستطيع اتخاذ قرارات فعالة في مختلف جوانب الحياة ولكي يتمكن من اجتياز كافة الضغوطات والعقبات النفسية وهذا ما يروم اليه الباحث من خلال هذا لبحث وهو تخفيف من وطئ الوحدة النفسية على اعتبارها احدى المشاكل النفسية لتمكين النساء الارامل من العيش بحياة اكثر تفاعل واكثر ايجابية واستقرار. اذ يشهد القرن الحادي والعشرون العديد من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية فضلا عن التغيرات التي لحقت بالقيم الإنسانية، والتي تسببت في الصراعات و إن تلك التغيرات المتسارعة والصراعات المتعددة تحمل في طياتها الكثير من المواقف التي تتضمن عناصر الضغط والتوتر والأعصاب، وبالتالي الكثير من الشقاء الإنساني، وهذا مايدفع الإنسان إلى الانزواء والعزلة والشعور بالوحدة النفسية . .والوحدة النفسية ظاهرة من ظواهر الحياة الإنسانية يخبرها الإنسان بشكل ما، وتتسببله بالألم والضيق والأسى، فهي حقيقة حياتية لا مفر منها، ولا تقتصر على فئة عمرية معينة،.( يعاني منها الأطفال، والمراهقون، والراشدون، والمسنون (جودة، 2005 ، 10 ) وبالرغم من أن الوحدة النفسية ظاهرة من ظواهر الحياة الإنسانية يخبرها جميع البشر يرى أنها لم تلق الاهتمام الكافي على المستوى Benedict في فترة ما من حياتهم، فإن البحثي والعلاجي إلا في الثمانينات من القرن العشرين، لا سيما بعد أن أوضحت نتائج عدة دراسات أن مفهوم الوحدة النفسية هو مفهوم مستقل عن المفاهيم ذات العلاقة كالقلق .(Benedict,1990,( 417 )ويمثل الشعور بالوحدة النفسية خبرة عامة يمكن لأي إنسان أن يمر بها وفقاً لتعرضه لظروف أو مواقف حياتية معينة متباينة وفي أوقات مختلفة، إذ إن الفرد يواجه كل يوم مواقف جديدة تتطلب منه قدرة نفسية عالية في مواجهة التحديات والتأقلم مع التغيرات البيئية التي تطرأ على حياته وتكون بمثابة معوق في سبيل اندماجه مع الآخرين في مختلف مظاهر الأنشطة الحياتية والعلاقات الاجتماعية (مخيمر،1996 ، 10 ).كما أن قلة البحوث للوحدة النفسية على الرغم من أنه يمثل خبرة معاشه فيحياتنا اليومية، يشيع وجودها بين الناس بأشكال متباينة وفي أوقات مختلفة، ورغم أن الفلاسفة قد درسوه تحت مسميات مختلفة مثل :الغربة، والاغتراب، والانفصال، إلا أن المجال في علم النفس يحتاج للمزيد من البحوث لتوضيح معنى ومفهوم الوحدة النفسية وتقدير أهميتها ( عبد الحميد ، 1994 ، 198).فالشعور بالوحدة النفسية يمثل إحدى المشكلات المهمة في حياة الإنسان المعاصر نظراً لأن هذه المشكلة تعتبر بمثابة نقطة البداية لكثير من المشكلات التي يتعرض لها الفرد، ويتصدر هذه المشكلات الشعور الذاتي بعدم السعادة، والتشاؤم، فضلا عن الإحساس بالعجز نتيجة الانعزال الاجتماعي والانفعالي، ومن هذا المنطلق يتبين أن الشعور بالوحدة النفسية شعور نفسي أليم قد يكون مسئولا عن شتى أشكال المعاناة (النيال ،1993 ، 102).كما أن الشعور بالوحدة النفسية هو شعور مؤلم، ونتاج تجربة ذاتية من شدة الحساسية،وشعور الفرد بأنه غير مرغوب فيه ومنفصل عن الآخرين، وأن هذا الشعور ناتج عن الغياب المدرك للعلاقات الاجتماعية المشبعة، وهو شعور مصحوب بأعراض الضغط النفسيRokach,1988 : 53الوحدة النفسية هي شعور الفرد بوجود فجوة نفسية تباعد بينه وبين أشخاص وموضوعات مجاله النفسي إلى درجة يشعر فيها الفرد بافتقاد التقبل والحب من جانب الآخرين،بحيث يترتب على ذلك حرمان الفرد من أهلية الانخراط في علاقات مثمرة ومشبعة مع أي من الأشخاص ( قشقوش،1998 ، 9 ).ولا شك أن الواقع العراقي مليء بالضغوطات النفسية والأحداث المؤلمة التي تتمثل في استخدام قوات الاحتلال الامريكي بعد 2003 لكافة أشكال الارهاب المتمثلة بالقتل والاعتقال وما خلفته من اقتتال طائفي بين ابناء الوطن الواحد مخلفا جيشا من النساء الارامل التي تعاني من ضغوطات نفسية واجتماعية واقتصادية اذ بلغ عدد الارامل في العراق ثلاثة مليون ارملة حسب احصائية وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وهذا في حقيقة الامر عدد يتطلب جهود حثيثة وجادة في سد احتياجات هذه الفئة من احتياجات اقتصادية ونفسية واجتماعية.خاصة بعد ان فقدت الزوج الذي يمثل القوة التي تستند عليها الزوجة في ممارسة حياتها على جميع الأصعدة، فهو يمثل مصدر الحنان والطمأنينة للزوجة وللأولاد، وهو المسئول عن توفير الحاجات الفسيولوجية من مأكل ومشرب، ومسكن (الخضري، 2005 ، 85 ) . ولا شك ان ظاهرة الترمل في المجتمع العراقي من أهم وأكبر مشاكله وأعقدها ، حيث ينتج عنها التأثير السلبي على البناء الاجتماعي وعلى الأسرة العراقية ، والتي نتج عنها حدوث تغيرات اجتماعية بين الأفراد، حيث تتسم هذه التغيرات بعدم الاتزان النفسي و الاجتماعي.وأن هذه الارامل من أكثر الناس تأثراً ومعاناة اذ ففجيعة الوفاة هي حدث الحوادث وأكثرها مشقة على النفس قد يتعرض المرء خلالها لاتجاهات سلبية وانفعالات شديدة يتصدرها الأسى(النيال ،1998، 119 ) كما يرى البعض أن الزوجات اللائي فقدن أزواجهن في الحرب هن أكثر انعزالاً وتوتراً من غيرهن مقارنة بزوجات الأسرى والزوجات العاديات (الخرافي، 1997 ، 20 )بالرغم من كل هذا تبقى الارملة العراقية مهمشة ولأدعم لها وعلى كافة المجالات اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا لذا ارتئا الباحث دراسة هذه الظاهرة والوقوف على اثارها وسبل الوقاية التي تسهم في التخفيف من وطئه الحرمان النفسي والاقتصادي والاجتماعي من خلال اعداد برنامج ارشادي لهذا الغرض التخفيف من الاثار الناجمة عن هذه الظاهرة التي هي بحاجة الى خدمة نفسية وصحية واجتماعية واقتصادية ولكي يتعلمن الارامل اساليب عيش جديدة ينتج عنها الرضا عن الذات والاخرين وكذلك التوافق مع متطلبات الحياة ويمكن صياغة مشكلة البحث الحالية في التساؤلات التالية:-1.هل تعاني الارامل في العراق من وحدة نفسيه ؟.2.هل يوجد فرق بدرجات الارملة العاملة وغير العاملة على مقياس الوحدة النفسية؟.3.هل يوجد فرق في درجات الاختبار القبلي والبعدي للأرامل بعد تطبيق البرنامج الارشادي .
خصائص الدراسة
-
المؤلف
م.م.حسن عبد الله العطافي
-
سنة النشر
2014
-
الناشر:
مجلة الاستاذ - جامعة بغداد
-
المجلد/العدد:
المجلد 2 ، العدد 208
-
المصدر:
المجلات الاكاديمية العلمية العراقية
-
الصفحات:
الصفحات 297-324
-
نوع المحتوى:
بحث علمي
-
اللغة:
العربية
-
ISSN:
2518-9263
-
محكمة:
نعم
-
الدولة:
العراق
-
النص:
دراسة كاملة
-
نوع الملف:
pdf
معلومات الوصول
-
رابط الدراسةhttps://www.iasj.net/iasj/download/8dac34d97e0a6fa4