ملخص الدراسة:

كانت الحاجة الى صيانة القرآن الكريم من التحريف واللحن مبعثا للأعمال القرآنية ، التي كانت موضع اهتمام المسلمين منذ أن أتـّصل العرب بغيرهم في المصرين الاسلاميين الكبيرين: البصرة والكوفة، وكان النحو أحد هذه الاعمال بدأ أول ما بدأ بضبط اواخر الكلم في الآيات، بالنقط الذي توصل اليه ابو الاسود الدؤلي، عند منتصف القرن الاول للهجرة، ولكن الدرس النحوي أخذ يستقل تدريجيا، واتسع موضوعه، وغرضه، ووجـِد له دارسون متخصصون، ارادوا أن تكون اللغة كلها ميدان هذا الدرس الجديد، وطفقوا يدرسون النحو لذاته، لا لأنَّه عملٌ من الاعمال القرآنية. وفي هذا البحث تمت دراسة اسلوب الشرط غير الجازم، وأنماط جمله الواردة في سورة آل عمران، تكملة للجزء الاول من البحث، بدراسة اسلوب الشرط الجازم وأنماط جمله، فالشرط اسلوب لغوي ينبني بالتحليل على جزأين: الاول منزل منزلة السبب، والثاني منزل منزلة المُسبب، والجملة بركنيها تعبّر عن فكرة تامة، وقد نظر اليها النحاة نظرة عقلية محضة على أنَّها جملتان، والحقيقة هي أنها جملة واحدة تعبر عن فكرة واحدة، وليست جملة الشرط بجزأيها، إلا وحدة كلامية يعبر بها عن وحدة من الافكار. فليست جملة الشرط جملتين إلا بالنظر العقليّ، والتحليل المنطقيّ، أما بالنظر اللغويّ؛ فعبارتا الشرط والجزاء جملة واحدة، وإذا اقتصرت على واحدة منهما اخلّت بالإفصاح عمّا يجول في ذهن المتكلم، وقصرت عن نقل ما يجول فيه الى ذهن السامع، فاللغة مجموعة من الامكانات التعبيرية في البيئة، وهي امكانات مكثفة بالغة الاختزال، تنقُل المعاني والتجارب والأحاسيس والتصورات والأحداث؛ للتواصل والتعاون، وتحقيق رسالة الانسان في هذه الحياة، فلا غرو أن تكون اللغة أدق وسيلة وأخصرها، واقدرها على الابلاغ والأداء، فاستعمال الاداة النحوية لأكثر من معنى توفر كثيرا من الجهد الذهني والعضلي لدى ابناء العربية، ولا يخالف النزعة الاقتصادية للغة العربية. وقد جاءت انماط الجملة الشرطية غير الجازمة في سورة ال عمران بالنمطين الآتيين: اولا: النمط الاول : الاداة + جملة فعلية فعلها ماض + جملة فعلية فعلها ماض. ثانيا : النمط الثاني : اداة + جملة فعلية فعلها ماض + جملة فعلية فعلها مضارع.