ملخص الدراسة:

لقد تلمسنا من خلال الصور الشعرية الجاهلية قيماً فنيةً كبيرةً , فقد أبدع الشعراء في تصوير جوانب الحياة و مفرداتها, كما أسهمت أخيلة الشعراء وبراعة تصويرهم في صياغة المفهومات والحالات في القصيدة الجاهلية.والخيال الجاهليّ يمتاز ببراعة كبيرة ومقدرة على التجسيم وتجسيد الموجودات ، فعمق القصيدة الجاهلية وقدرتها الإيحائية وخصوبة معطياتها الفكرية والفنية والنفسية هو ما يميزها. ولا نبالغ إذا قلنا :إنَّ قوام الشعر الجاهليّ لوحات تصويرية متكاملة ،استطاع الشعراء أن يلموا بأجزائها ،ويعبروا من خلالها عن همومهم النفسية ،و مظاهر حياتهم المختلفة. إنَّ من ابرز الخصائص التي تميز الشعر الجاهليّ " الانطباع البصريّ " الذي يؤدي الخيال فيه دوراً عظيم الأهمية, حتى كأن الشاعر يبدو لنا كرسام بارع، يتقن صوره، مستخدماً أدواتهٍ التعبيرية من تشبيه واستعارة وكناية، ليحمل إلى سامعه أو قارئه ذلك الانطباع الذي يحمله، مجسداً الصورة بأبهى حللها. ثم أوردنا أهم الآراء والتحليلات التي وردت في البحث الذي ما كان إلّا محاولة من الباحث لإلقاء ضوء بسيط على جانب مهم من جوانب الإبداع لدى شعراء العصر الجاهلي, فكانت محاولة متواضعة لا تخلو من خطأ أو زلل , فالكمال ليس من طبيعة البشر. وبعد هذا احمد الله جل شأنه وعلا، فهو مولانا وبه نستعين.