ملخص الدراسة:

نهض البحث على تعريف البناء الفني للمسرح وهو الجسم النصيّ الدرامي المتكامل في حد ذاته، والذي يتألف من عناصر واضحة مرتبة ترتيباً خاصاً، وذلك طبقاً لقواعد خاصة، كي يحدث تأثيراً معيناً في نفس المتفرج. وقد اخترت كاتبنا الكبير (جليل القيسي) للبحث عن البناء الفني في مسرحيته (في المقبرة مساءً) أنموذجاً، وبعد ذلك تحدثت عن مفهوم البناء المسرحي، وإعطاء نبذة مختصرة عن المسرحية، ثم حللت شخصِيَتَي المسرحية (الرجل، المرأة) من الناحية الفنية والجمالية، وتركز عنايتي في هذه النقطة على الجانب الاجتماعي للشخصيتين، وذلك لأن المسرحيات الواقعية تركز على هذا الجانب، لتجسد لنا من خلال شخصياته نموذجاً للإنسان الذي يعيش قدره، وحاجياته، ورغباته، وصراعه بسبب الحالة التي يمر بها، فضلاً عن الإحساس بالاضطراب في حالتهما النفسية لسبب معين، وبما أن شخصياته الرئيسة في مسرحيته المثقف، لابد أن تكون لهاتين الشخصيتين لغة رفيعة في الحوار تناسبهما، وقد استخدم الكاتب القيسي لغة الحوار وظواهر الأسلوبية منها (السؤال / الجواب، المنولوج، التكرار، صور البلاغية)، ليجسد لنا من خلال هذا كله النواحي الفنية والجمالية في شخصيات مسرحيته، فضلاً عن إظهار القيسي عنايته الفائقة باللغة، وتعبيره بأسلوب سهل عن القضية أو فكرة المسرحية.