ملخص الدراسة:

يمثـّل موضوع الصورة الحسّية والذهنية بمفهومهما العام منطلقاً ينطلق من خلاله الشعراء، لاثراء تجاربهم الشعرية، ورسم لوحاتهم الفنية التي تبدي رؤاهم الفكرية، وأحاسيسهم وعواطفهم، متخذين من الواقع المعيش ممزوجاً بالخيال أساساً ورافداً يعينهم على تشكيل تلك الصور المتنوعة، فهي أداة الشاعر ومرآته العاكسة لأساليبه الشعرية في الطرح الفكريّ، والتشكيل الفنيّ، وقد جاء هذا البحث ليتناول أنماط الصور الحسّية والذهنية عند الشاعر العراقي المغترب حكيم نديم الداوودي، ويُظهر تجاربه الشعرية التي ملأها رؤى وأفكاراً ومشاعرَ بأسلوب فنـّي جميل ذي دلالات عميقة مستعيناً بمرجعياته الثقافية ومعجمه اللغويّ الثرّ الذي قلّما نجده عند غيره من الشعراء الذين يكتبون بغير لغة الأم، وهذا ما أغنى نصوصه الشعرية بدلالات تنم عن رؤيته الواقعية لمشكلات مجتمعه بأبعاده الفكرية والسياسية مما ألقى بظلاله على تحديد ملامح الصورة الحسية والذهنية عنده، وبيان توظيفه لهما من خلال ما يُرى أو يُسمع أو يُشم أو يُلمس أو يُتذوق، فرؤيته الشعرية شكّلت لوحات فسيفسائية مزدانة بالألق الروحي التي تأخذ المتلقي بعيداً الى عوالم الذات الشاعرة لتشاركه تجربته الفنية. أمّا خطة البحث، فتسير على وفق المنهج الوصفيّ التحليليّ مقسمة على مقدمة ومبحثين، أحدهما: تناول الصور الحسّية بأنواعها: البصرية والشمية والسمعية والذوقية واللمسية، وفي المبحث الثاني تحدثنا عن الصور الذهنية التي تضمنت الصورة الرمزية والصورة التجريدية، إنتهاءً بخاتمة بأهم النتائج التي توصّل اليها البحث