ملخص الدراسة:

تمثّل التّظاهرات واحدة من الحركات الاجتِمَاعيَّة الَّتِي تدعو إلى تغيير الواقع العراقيّ؛ لما عاشهُ المجتمع من ظروف صعبة، ولا سيما بعد عام 2003؛ إذ إن الحكومات المتعاقبة الَّتِي حكمت العراق لم تقدم المستوى المطلوب الَّذي يريده المواطن العراقي، ولا سيما انتقال الحكم من الشّمولي إلى الحكم الدّيمقراطي الَّذي من المفترض ان يحقق العدالة والمساواة الاجتِمَاعيَّة الرّفاهيَّة، إلاَّ إنَّ ذلك لم يحصل؛ بسبب المصالح الحزبيَّة والشّخصيَّة والاستحواذ على السّلطة، والتنافس والصراعات المستمرة الَّتِي انهكت المجتمع والبنى الاجتِمَاعيَّة والتحتيَّة، وقد انعكس هذا الأمر على الواقع الاجتِمَاعيّ؛ إذ اضطرّ أفراد المجتمع بمكوناته وأطيافه الاجتِمَاعيَّة كلّها أن يخرج بتظاهرات، يدعون إليها في صفحات التّواصل الاجتِمَاعيّ (الفيس بوك)، مطالبة برفع الظّلم عنها، وحماية النّظام الدّيمقراطي، والحفاظ على وحدة البلد من الأخطار الخارجيَّة، فضلاً عن تحسين المستوى المعيشيّ، وتقديم الخدمات الاساسيَّة الَّتِي يحتاج إليها المجتمع، ويعنى البحث بجانبين: أوَّلهما الجانب النّظري؛ إذ يتطرَّقُ إلى بعض الأدبيَّات المتعلّقة بموضوعه، بدراسة وتحليل علميًّ وعمليًّ؛ بغية الوصول إلى نتائج دقيقة تخدم الباحثين في هكذا موضوعات. وثانيهما الجانب التّطبيقي؛ اذ يحاول البحث استعمال المناهج والأدوات الأنثروبولوجيَّة في البحث الميدانيّ، كالمقابلة والملاحظة والإخباريون، او كما يتطلّبه البحث من أدوات أخرى، ومن ثم فإنَّ هذا البحث يقدم رؤية عن الواقع والكشف عن مدلولاته انثروبولوجيَّا، للخروج بنتائج ميدانيَّة دقيقة. أما هدف البحث فيسعى الى الكشف عن الدّلالات الثقافيَّة للتظاهرات والأهازيج المعبّرة عن الثقافة العراقيَّة، فضلا عن معرفة النّتائج الَّتِي جاءت بها ومدى التّغير الحاصل في الجانب الثقافي والسياسي وانعكاسهُ على المجتمع العراقي، وكذلك الكشف عن أهَمِّيَّة التّظاهرات بوصفها حركات اجتِمَاعيَّة جاءت نتيجة الظروف الصّعبة الَّتِي مر بها المجتمع العراقي. وخرج البحث بنتائج واقعيَّة وموضوعيَّة، تمثل الواقع الميداني للتّظاهرات الَّتِي عبرت عن حقوق المكونات المدنيَّة والريفيَّة والدينيَّة للمجتمع العراقي.