ملخص الدراسة:

النفوذ اليهودي في فرنسا لم يكن وليد التأريخ المعاصر , وانما هو امتداد تأريخي يرجع الى القرن الثامن عشر , وبالتحديد العشرين من نيسان / 1799 ،عندما نشرت (الصحيفة الرسمية الفرنسية) نداء من (نابليون) ،امبراطور فرنسا انذاك يدعو فيه اليهود الى الانضمام لجيشه المتوجه الى مصر ليدخلوا معه القدس , ويظهر اول تشكيل يهودي في فرنسا في السادس من تموز / 1806 اذ انعقد مؤتمر لليهود الفرنسيين بمشاركة (75) من زعمائهم من بينهم (45) حاخاماً , وتم آنئذ انتخاب (ابراهام فرونارو) رئيسا (للجمعية اليهودية) التي تأسست في اعقاب المؤتمر . و اصدر الامبراطور (نابليون) في العام 1808 مرسوما بتشكيل منظمة (الجمعية المركزية الاسرائيلية) ثم تطورت الى (اتحاد ثقافي) في العام 1906, ويذكر انه في العام 1981 وقت احتدام معركة الرئاسة في فرنسا عقدت (الجمعية العمومية) للجمعيات اليهودية برئاسة (دون روتشيلد) اجتماعا اعلنت فيه شروطها مقابل تأييد المرشح المنتظر ,وكان اول هذه الشروط ادخال مادة (تاريخ الشعب اليهودي) في برنامج التعليم الفرنسي. في بحثنا المتواضع هذا موجز عن العلاقات الفرنسية - الاسرائيلية ابتداءا من العام 1799 وحتى يومنا هذا ، والاخذ بالمد والجزر بالسياسة الخارجية الفرنسية وخاصة عند بداية تغيير الرؤساء الفرنسيين وبدء الانتخابات لهذا الغرض ، وهذا ما سنلاحظه لاحقاً .الهدف من البحث : على الرغم مما شهده النظام الدولي من تطورات والتي افضت الى تراجع مكانة بعض القوى السياسية الدولية , بيد ان (اسرائيل) ما تزال تحظى بمكانة مهمة في الادراك الاوروبي , كما في منطقة الدراسة ,جراء المصالح المشتركة والروابط القائمة بينهما في ضوء ذلك, فأن التحرك الاسرائيلي تجاه فرنسا جاء ليخدم في احد جوانبه الاستراتيجية ضبط حركة فرنسا والحيلولة دون خروجها عن نطاق السياسة الامريكية الامر الذي جعل التحرك الاسرائيلي وكذلك التحرك الفرنسي يلقيا دعماً وتشجيعاً من قبل الدبلوماسية الامريكية , ومن هنا جاء البحث لينصب على توضيح التوجهات الامريكية حيال فرنسا والتي تعد في حقيقتها حلقة متواصلة مع التوجهات الامريكية التي تتوافق في مفرداتها الاستراتيجية مع احتساب هامش للخصوصية الاسرائيلية والذي لايتعارض مع التوجهات الغربية عموما والامريكية بشكل خاص.