ملخص الدراسة:

تناولَ هذا البحثُ ظاهرةً مهمةً من الظواهر التي أسهمتْ إسهاماً فاعلاً في توسيع آفاق اللغة الرَّحْبة، وتوجيه الدَّلالات اللغوية والمعجمية للمفردات القرآنية الكريمة؛ بُغْيةَ الوصول إلى ما يندرج تحتها من مدلولاتٍ ومعانٍ كان لها الأثرُ الفاعل في إثراء علم تفسير القرآن الكريم.. تلك هي ظاهرةُ «الاشتقاق» بما لها من طاقة ومرونة واقتدار على رَفْد مفردات اللغة العربية والقرآن الكريم بفيض مِدْرار من المعاني الكامنة في كَمٍّ محدود من الأبنية والألفاظ، فوهبتْها السَّعةَ في أسمى معانيها، وأثرتْها ثَراءً بيِّناً، وحمَّلتْها من الدَّلالات التي تجدَّدتْ معها اللفظةُ العربية مبنىً ومعنىً، ففتحتْ لها آفاقَ السَّعةِ والشمول التي تضاف إلى فضاء سعتها وشمولها الذي عُرفتْ به من قبلُ.وقد جاء ذا البحثُ الوجيزُ على مبحثين اثنين: تناولَ الأولُ منهما ظاهرةَ «الاشتقاق» وما لها من أثر في تخليق مواد اللغة العربية وتبويبها، بينما جاء المبحثُ الثاني للانتقال بتلك الظاهرة السامية من حَيِّز النظرية الضَّيِّق المحدود إلى فضاء التطبيق الواسع الفسيح، وذلك من خلال عَرْض طائفةٍ منتقاةٍ من المفردات القرآنية المِعْطاء؛ لأتبيَّنَ – ويتبيَّنَ معي القارئُ الكريم – في ضوئها أثـرَ تلك الظاهرة الجليلة في توسيع نطاق دَلالاتها اللغـوية والمعجمية؛ لأنَّ كلامَ العرب - كما يقول الإمامُ الأزهريُّ – إذا اتَّفق لفظُه، فأكثرُه مشتقٌّ بعضُه من بعض.ثم جاءتِ الخاتِمةُ لتتضمنَ مجموعةً من النتائج والحقائق التي تناولها البحثُ، تتلوها قائمةٌ بالمصادر والمراجع التي أفاد منها.