ملخص الدراسة:

خضع كل من العراق وأفغانستان في فترة ما بعد الاستقلال لظروف مشابهة إلى حد ما، فكِلا الدولتين حصلت على الاستقلال في بداية العقد الثالث من القرن العشرين، بعد أن خضع كِلا الشعبين للسيطرة الأجنبية لعقود طويلة، إلا أن سياستها ظلت ولفترة ما بعد الاستقلال خاضعة للهيمنة الاستعمارية بصورة غير مباشرة بشكل أو بآخر.ولم تسجل العلاقات العراقية الأفغانية في مسيرتها الطويلة منذ العشرينات نمط متصاعد من التطور، وإنما سارت بشكل متذبذب لعوامل داخلية ذاتية خاصة بكل منهما من جهة، ولعوامل خارجية تدخل في سياق الاستراتيجيات العالمية من جهة أخرى.ويمكن تقسيم العلاقات التي مر بها البلدين إلى مراحل:المرحلة الأولى: لم تشهد فترة ما قبل 14 تموز 1958 علاقات واضحة بين البلدين بسبب طغيان النفوذ البريطاني في العراق، والذي اتخذ أشكالاً متنوعة تجسد ذلك في جر الحكومة العراقية إلى الأحلاف والتكتلات الغربية.المرحلة الثانية: وهي مرحلة ما بعد ثورة 14 تموز 1958، فعلى الرغم من رفع التمثيل الدبلوماسي من مفوضية إلى سفارة بين البلدين فقد اتسمت أيضاً هذه المرحلة بالضعف، فلم تكن هنالك علاقات وثيقة ذات أبعاد حقيقية بين العراق وأفغانستان نتيجة للتخبط الذي طبع السياسة الداخلية والخارجية للعراق قبل عام 1968 والذي كان عائقاً أمام رسم الصورة الواضحة والفعَّالة بين البلدين.