ملخص الدراسة:

لا تعتمد مهارات التدريس الجامعي على ربط الأفكار والمفاهيم النظرية بالشواهد البيئية التطبيقية فقط، بل بعلاقة الطلبة بالتدريسي الجامعي وتفاعله معهم .ويُحبذ أن تُقدَم ـ المحاضرة ـ بسلسلة مُتتابعة ومُتكاملة من التنظيمات المشوقة والمؤثرة في نفوس الطلبة كي يتعلموها وتصبح جزءاً من شخصياتهم، وإلا افتقرت الى الجدوى والأهمية وبالتالي الضياع والنسيان. ولابد من احتفاظ المتعلمين بالمعلومات والمهارات لفترة طويلة لكي تصبح فلسفةً وأسلوبا في حياتهم ومهنتهم وتطلعاتهم، وإلا فقدت قيمتها وجوهرها التي تسعى الجامعة الى تطويرها في إعداد طلبتها. وإن إجادة التدريس لغرض هضم المعلومات وفهمها من قبل الطلبة يُقلل من حفظ هذه المعلومات لغرض الامتحان فقط، وبالتالي فهو يُقلل من الهدر بينهم بسبب الرسوب والتسرب وكثرة التغيب عن المحاضرات الدراسية التي يعتمد التدريسي فيها على أسلوب الإلقاء والتكرار غير المبرمج.يُعد التدريس من المهمات الرئيسة للتدريسي الجامعي، أما المُهمات الأخرى كإجراء البحوث، والإرشاد والتوجيه والأعمال الإدارية والمساهمة في اللجان والمؤتمرات والحلقات الدراسية فهي مهام مرحلية موسمية مؤقتة. وإن عملية اكتساب المهارات التدريسية لا يأتي اعتباطا، كونه يُكتَسب بالممارسة الطويلة، والاشتراك في الدورات التدريبية والتطلع الى التكنلوجيا الحديثة والقراءة المُستفيضة وملاحظة تدريس الأساتذة الأكفاء، ويُمزَج كل ذلك بحب التدريس وتطوير الكفاءة في طرائق التدريس والتدريب الجامعي وتطبيق النظريات الحديثة ومزجها وتجريبها في مواقعها الحقيقية وخير مكان لها الصفوف وقاعات المحاضرات والورش العملية .والمهارات التي سيستعرضها الباحث هنا هي حصيلة خبرته في التدريس الجامعي وفي مختلف المستويات التعليمية وقد لا يجدها القارئ الكريم في مصدرٍ واحد بل جُمِعَت له باختصار في هذا البحث.