ملخص الدراسة:

في ظل هذا التطور الكبير في عالم الحاسوب الآلي(الكمبيوتر)، ودخوله في كل مفصل من مفاصل حياتنا اليومية، كان من المنطقي أن تلتقي اللغة بالحاسوب، وذلك لسبب أساسي وبسيط، هو كون اللغة تجسيداً لما هو جوهري في الإنسان، أي نشاطه الذهني بكل تجلياته، واتجاه الحاسوب نحو محاكاة وظائف الإنسان وقدراته الذهنية، فكان من نتاج ذلك ظهور برامج النطق الآلي أو ما يعرف بـ(مركبات الكلام)، وقد دخلت هذه البرامج في نواحي الحياة المختلفة: التعليم، ومساعدة المعاقين من المكفوفين وضعاف البصر، والهواتف النقالة والحواسيب الآلية، وغيرها من المجالات ويمكن تعريف هذه البرامج بأنها[ برامج حاسوبية تقوم بتحويل أي نص مكتوب إلى كلام منطوق]. وهذه البرامج متوافرة في اللغات الأجنبية، أما في اللغة العربية فما زالت في بداية الطريق، ويعود سبب ذلك إلى أن النظم الحاسوبية قد صممت أصلاً للتعامل مع اللغة الانكليزية، واللغة العربية تتمتع بميزات تؤهلها للدخول في عالم الحاسوب الآلي الذي يقوم على نظام رياضي، فاللغة العربية يمكن تحويلها إلى معادلات رياضية يفهمها الحاسوب لامتيازها بنظام تقليب جذور الكلمة وبيان المستعمل منها والمهمل، وخاصية الوزن التي امتاز بها النظام الصرفي العربي. ونحن بهذا البحث نحاول الدعوة إلى السعي الحثيث إلى ردم هذه الهوة واعتماد الدراسات الحديثة التي تجمع بين علوم اللغة وعلوم الحاسوب، وهو ما يعرف بـ(اللسانيات الحاسوبية ، أو علم اللغة الحاسوبي) .