ملخص الدراسة:

تعرضت الدولة العباسية في عصورها المتأخرة إلى حوادث طبيعية أثرت تأثيرا بالغل عليها وعلى المجتمع، من فيضانات بسبب زيادة نهري دجلة والفرات، مما عرض المزروعات إلى التلف والهلاك فضلاً عن تدمير المنازل وتشريد الناس، وكذلك فقدان الأثاث والمتاع، وهذا الأمر أدى إلى حدوث الإمراض والأوبئة الفتاكة، وكذلك حدوث الزلازل المدمرة التي تخلف دمارا كبيرا، وكذلك هبوب الرياح العاتية التي فتكت بالناس، وقد حدثت أنواع مختلفة من الأمراض وكان أشدها فتكا بالناس مرض الطاعون، الذي أدى إلى موت الناس بأعداد كبيرة، منها الموت بالمنازل والشوارع. ‏وكذلك تعرضت سماء العراق ومنها بغداد إلى ظهور ظواهر فلكية ء منها فسوف القمر وكسوف الشمس، فضك عن ظهور الكواكب البعض منها يسقط على الأرض فيخلف دمارا، وكذلك الصواعق المحرقة مخلفة ورائها دمارا هائلا، مع هروب الناس عن منازلهم. وان كتاب المنتظم (لابن الجوزي) يحتوى على معلومات وافية عن هذه الإحداث بصورة مفصلة ودقيقة. ‏وقد اقتضى البحث أن أقسمه إلى ثلاث مباحث:- ‏المبحث الأول: الإحداث الطبيعية، من فيضانات ء وارتفاع مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات" وكذلك الزلازل المدمرة التي تحدث في العراق ولاسيما بغداد، مخلفة ورائها الدمار الهائل ء وكذلك حدوث العواصف الترابية، وهبوب رياح عاتية، تقلع الأشجار وتعرض هذا المبحث إلى سقوط الإمطار والثلج والبرد الذي يسمى في عصريا الحاضر "الحالوب". ‏أما المبحث الثاني: لف تعريض إلى الأوبئة المدمرة المهلكة في العراق ومنها عاصمة الخلافة العباسية، كالطاعون وغيره. ‏وتطرقت في المبحث الثالث إلى الظواهر الفلكية التي تحدث في سماء العراق ومنها بغداد من خسوف القمر وكسوف الشمس وظهور الكواكب وسقوط البعض منها.