ملخص الدراسة:

بما أن نشاط الفن معرفة , من حيث ممارسته وتلقيه ( تذوقه ) , ولذلك ينبغي علينا معرفة طبيعته من كل جوانبه , والتي تعد البيئة إحدى العوامل الضاغطة في محيط الفنان والتي لا ينفك أن تسيطر عليه بعامل التأثير وقد تتباين تلك الحالة عند الأفراد والجماعات المختلفة ولابد من تضمين هذه المقدمة بما أشار إليه الفيلسوف الحديث ( بندتو كروتشه ) في مسألة الإبداع , إن المواهب الخلاقة لدى الفنان لا يمكن أن تنفصل عن المحيط الذي يعمل فيه . لقد عنيت بعض الدراسات على موضوعات الفن العراقي المعاصر بشقيها النظري والتطبيقي في حصر الملامح والمميزات المرتبطة بتعبير الفنان عن محليته ( هويته ) وتحديد سماتها , لمعرفة أو للتوصل لمدى انعكاس بيئة الفنان وعلاماتها ورموزها في أعماله الفنية ومدى تأثر أسلوبه الفني بتلك البيئة وكيفية التعبير عنها بأعماله . وقد توصل الباحث الى مجموعة من النتائج ومنها:1- اعتمد الفنان إسماعيل الشيخلي على الانطباع والوعي المسبق للبيئة المحلية المكانية والاجتماعية والدينية والتراثية .2-أكد الفنان إسماعيل الشيخلي انتمائه لبيئته الاجتماعية ومشاركتها الوجدانية لها لاسيما للبيئة الدينية ( المعتقدات ) وللبيئة التراثية ( الموروث الحضاري والتقاليد الشعبية ) .3-أفصحت المعالجة الفنية للفنان عن تجسيد البيئة المحلية من خلال عناوين اللوحات .4-مثلت تلك الأعمال إضافة للقيم الجمالية التي تنتمي بأشكالها ومسمياتها إلى البيئة المحلية , ( السمة المحلية ) والتي تحققت منطقيا .5-من المفردات البيئية التي جسدها الفنان هي كظاهر السلوك الاجتماعي بالحياة الشعبية المحلية . من هذه المظاهر الأسواق والأزقة والبساتين ومظاهر الترفيه الاجتماعي والطقوس الدينية كزيارة أضرحة الأئمة , نجد صياغة جديدة لمحور الصور الذهنية الأولى لدى الفنان .