ملخص الدراسة:

يدرس بحثنا الموسوم ب (من مقامات النبي الأكرم محمد (صلى الله عليه وآله) في نهج البلاغة، تلك المنزلة والمرتبة العالية في نفس أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام)، إذ كان (صلى الله عليه وآله) المثل الأعلى الذي يقتدي به أمير المؤمنين (عليه السلام) ويمده في العزيمة على العمل والتصميم، وسيرته في الحياة، بما كان يهون عليه ما ينزل أو يحل به من المصائب والمحن فتصغر في عينه هذه الأهوال والرزايا، وهو يواجه تلك الفتن بنفس صابرة محتسبة ومطمئنة؛ لأنه يرى أن الإسلام هو الشيء الأساس في حياته، فجاءت خطبه ورسائله وأقواله متضمنة ومذكرة بسيرة المصطفى (صلى الله عليه وآله) واصفة له في قيادة الحياة، وامتداد بعثته المطهرة في الزمان والمكان.عالج البحث تلك المقامات التي كانت مشعة في النص الشريف؛ فجاءت هذه الشخصية العظيمة مؤثرة وموصلة لكلامه في نفس المتلقي، وهي من أعظم وسائل الإقناع وأجلها، وتمتد امتدادًا واسعًا في كلام أمير المؤمنين في نهج البلاغة، ولا يمكن أن يحيط بها بحث، ولذا اقتصر هذا البحث على بعضٍ من جوانب هذه المنزلة والمقامات التي ازدان بها النص الشريف. وانصبت الدراسة على اتباع التحليل اللغوي في إبراز الدلالة عن طريق رصد القرائن اللغوية في نسيج النص وأنساقها، ومحاولة الوقوف على بعض من بلاغته وبيانه.