ملخص الدراسة:

بعد أن تأسس مفهوم الخطاب، وتعددت حدوده، واتسعت آفاقه، ظهر ذاك المنهج الذي يلتمس خباياه، ومضمراته، المتوزعة على مفاصل الحياة كافة، والطافية إلى السطح عبر النص، وهنا يتمظهر الفرق الجلي بين النص والخطاب، هذا المنهج الذي يشتغل على الأخير مسمى بتحليل الخطاب.وبعد هذه الرؤية المتسعة بعض الشيء في تحليل الخطاب، تولَّدت رؤية أخرى تنظر إلى ذلك المجال الفاعل للنص في زاويتي السياسة والمجتمع عبر التكنيك اللساني، وكيفية تمرير المقاصد عبر أنساقه الحيّالة، ينطبق على هذه الرؤية مفهوم المنهج، فسمي المنهج النقدي لتحليل الخطاب، منطلقاً من تشخيص العيوب في الخطاب، ومحاولة معالجته بناء على النقد الموجّه إليه، وبناء على صياغته اللسانية التي انبرى فيها ذلك المنتوج الخطابي، ولأن عهد الإمام علي (عليه السلام) مما يعد خطاباً سياسياً، واجتماعياً بوصفه وثيقة تتسم بالعالمية، والأدلجة، وذات هيمنة، وسلطة تنتمي إلى مجال إسلامي، تسعى إلى توظيفه في مساحات واسعة من الأفعال، فكل ذلك وغيره يؤهله لأن يدرس في هدي هذا المنهج ومقولاته، فجاء المحور الأول لبيان أساسيات منهج التحليل النقدي للخطاب، ويتحرّى المحور الثاني ضروبَ الخطاب(جدائل الخطاب كما بمصطلح فوكو) في العهد، فتبين أنها: الضرب السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، والقضائي. ثم الصياغات اللسانية التي تمرر بها تلك الضروب، فكانت موزعة على العلاقات النحوية، والدلالية مثل المترادفات، والاستعارات، والاستبدالات، والحجج على وفق مفهوم النظرية الحجاجية في اللسانيات الحديث، وكذلك الفعل الكلامي وغير ذلك.ثم يأتي المحور الرابع كاشفاً عن مقاصد العهد الأشتري وهي بيان السلطة، والحاكمية، والهيمنة، والأدلجة المحمل بها العهد.