ملخص الدراسة:

يُعد حديث الغدير من الأحاديث المتواترة، التي تمثّل جزءاً يسيراً من مجموعة الأحاديث المروية عن النبي محمد (صلى الله عليه وآله)، وما دام الحديث متواتراً فلا خلاف في صحة صدوره عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله)؛ لذا تأول بعضهم في دلالته ليحرفها عمّا هي عليه، من دون مراعاة للقرائن الحالية و المقالية.ومن هنا جاء هذا البحث ليعزز تلك القرائن المستفادة من أقوال النبي (صلى الله عليه وآله) وأفعاله، من خلال البحث عن قرائن قرآنية تكون بمنزلة التحصين الإلهي لدلالة حديث الغدير، وأول تلك القرائن هي القرائن الخارجية المتمثلة بأسباب النزول، فكان لحادثة الغدير نصيب من أَسباب النزول فقد ذكر المفسرون ثلاث آيات نزلت مؤيّدة لحادثة غدير خم.والقرينة الأخرى هو السياق الداخلي (اللفظي) لآيات الغدير الثلاث، ومن خلال البحث في المستوى الأفقي لسور القرآن الكريم، يتحصل أن تلك الآيات جاءت بسياق مختلف عمّا قبلها وما بعدها من آيات، لسببين هما: للتنبيه القسري وذلك لشد الانتباه إلى هذه الآية وتأطيرها بإطار تبرز الصورة بشكل أوضح، ففي الانتقال من سياق لآخر تنبيه قسري للمتلقي بأهمية السياق المختلف، ولحفظ تلك النصوص من التحريف المادي والمعنوي.