الرواية الفلسطينية وتجلياتها الفنية والموضوعية في الأرض المحتلة بعد اتفاقية أوسلو (1992م) pdf
ملخص الدراسة:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: فقد مرت القضية الفلسطينية بعد اتفاق إعلان المبادئ المعروف باتفاق أوسلو بمنعطف خطير, وتاهت في نفق مظلم انعدمت فيه الرؤية والحركة, وأصيب معظم الفلسطينيين بصدمة مأساوية جعلتهم عاجزين عن فهم ما يدور حولهم من أحداث سريعة متلاحقة خرجت عن نطاق المنطق والمألوف خاصة عندما بدأت تتناقض مع ثوابت القضية الفلسطينية المتعلقة بالتحرير الكامل لأرض الوطن والحق المقدس في العودة, لكن الآثار المدمرة لرياح التغيير التي هبت على المنطقة بعد أوسلو قد أتت على كل شيء, فسقطت الشعارات القديمة وشطبت المبادئ الأساسية, وظهرت في المنطقة لغة جديدة تبشر ببزوغ فجر جديد تغيرت فيه الحقائق والمفاهيم وتحول العدو الغاصب إلى جار يطالبنا نحن الفلسطينيين بإبداء حسن النوايا واحترام علاقات الجوار حتى خيل للقاصي والداني أن القضية قد حلت, وتحققت أحلام العرب والفلسطينيين ووصلت إلى شاطئ الأحلام بسلام. لذا كان لا بد من وقفة جادة أمام المرحلة التي جاءت بعد أوسلو مخالفة للمألوف والمعروف, والإشارة إلى ما نتج عنها من خلط في الأمور وما أصاب الناس من ذهول وضبابية وعدم قدرة على التفسير, أو التوفيق بين لغة الشعارات والمبادئ التي عاشت في القلوب والوجدان والوقائع الجديدة التي تتناقلها الألسنة والأقلام. ولما كان الأدب مرآة للمجتمع في رأي بعض النقاد فقد أصيب الفلسطينيون عامة والروائيون خاصة بالصدمة نفسها, وسيطر عليهم الذهول بعض الوقت غير مصدقين, حتى استيقظوا من ذهولهم فجأة ليجدوا أنفسهم أمام مفترق خطير ومنعطف حاد دعاهم إلى الوقوف أمام جمهورهم وقفة صادقة أمينة آخذين على أنفسهم عهدا والتزاما بعدم السقوط في الهاوية, أو النزول عن قمة الجبل لجمع الغنائم فالوطن أغلى من المكاسب والمناصب. والروائي الفلسطيني ليس ظلا للسياسي الذي يؤمن بأن السياسة هي فن الممكن, لأن الممكن عند الروائي متغير غير ثابت, وما دام ذلك كذلك فلا يسمح الأدباء لأحد أن يقترب من المبادئ والأسس والثوابت التي كتبت بدماء الشهداء وأشلاء الجرحى وآهات الأسرى وأحلام اللاجئين في المنافي والشتات. ولم يطل صمت الروائي الفلسطيني الملتزم بقضيته المؤمن بعدالتها, فأعلن رفضه للمرحلة الجديدة, وما شاع فيها من حديث عن سلام للقاتل دون الضحية, وقد انتشر الحديث عن هذا السلام في المحافل الدولية وسيطر على الأوساط السياسية, وأربكها بلقاءاته السرية والعلنية ومصافحته التاريخية المشهورة التي أسدل عليها الستار لتعلن عن نهاية حزينة لمرحلة الآلام والأحلام والمعاناة الطويلة التي انتظر فيها الشعب الفلسطيني المشرد العودة إلى وطنه فلسطين. التزم غالبية الروائيين الفلسطينيين بتصوير واقعهم تصويرا فنيا مؤثرا يعكس مدى إيمانهم بقضيتهم العادلة, ومدى حرصهم على حمايتها والدفاع عنها أمام الهجمة الشرسة التي شنت عليها من أجل تصفيتها, أو القضاء عليها بسكين السلام في العهد الجديد المزيف الذي حجب الرؤية, وغيب الحكمة تحت ذريعة الواقعية والحنكة السياسية, واغتنام الفرصة والاستفادة مما فيها من إمكانية التوصل إلى حل ممكن.
توثيق المرجعي (APA)
الصليبي, حسين محمد حسين (2008). الرواية الفلسطينية وتجلياتها الفنية والموضوعية في الأرض المحتلة بعد اتفاقية أوسلو (1992م). الجامعة الإسلامية - غزة. 17316
خصائص الدراسة
-
المؤلف
الصليبي, حسين محمد حسين
-
سنة النشر
2008
-
الناشر:
الجامعة الإسلامية - غزة
-
المصدر:
المستودع الرقمي للجامعة الإسلامية بغزة
-
نوع المحتوى:
رسالة ماجستير
-
اللغة:
العربية
-
محكمة:
نعم
-
الدولة:
فلسطين
-
النص:
دراسة كاملة
-
نوع الملف:
pdf