ملخص الدراسة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد: مرت القضية الفلسطينية بمنعطف خطير بعد إعلان اتفاقية أوسلو، أدى إلى الضبابية وانعدام الرؤية الناتجة عن عدم الفهم, وعدم القدرة على التفسير، أو التفريق بين لغة الشعارات, والمبادئ التي عاشت في القلوب والوجدان من تحرير كامل للأراضي الفلسطينية, وحق العودة وتقرير المصير, وبين الواقع الجديد الذي جاء به اتفاق أوسلو, ونتيجة لهذه الأحداث أصيب أبناء الشعب الفلسطيني بصدمة كبيرة, خاصة الكتَّاب منهم, حيث توجب عليهم الوقوف أمام جمهورهم وقفة أمينة ليعلنوا رفضهم للمرحلة الجديدة ملتزمين بتصوير واقعهم تصويراً فنياً واقعياً، يعكس مدى إيمانهم بقضيتهم وحرصهم على حمايته والدفاع عنه. ولما كثرت المناهج وتعددت الدراسات المستخدمة في كشف الأعمال الأدبية, تم اختيار السيميائية كمنهج بحث يقوم بتسليط الضوء على نوازع النفس وما تحمله من دلالات؛ إذ أن السيميائية من السيمياء، وهي العلامة أو الإشارة, كما أنها منهج نقدي يتناول العمل الفني من جميع جوانبه الداخلية والخارجية, ويقوم على دراسة مفردات العمل الأدبي وما تحمله من علامات وإشارات لها دلالات بعيدة, ونظراً لأنه لم يتم تطبيق المنهج السيميائي في الكشف عن فرائد الأسلوب القصصي الفلسطيني بعد اتفاقية أوسلو, ارتأيت استخدامه في الدراسة؛ إذ به يمكن الوصول إلى جماليات الفن القصصي, كما أن معرفة السيميائية تساهم في فتح أفاق جديدة في البحث أمام الباحث, وتنمي حسه النقدي, وتوسع دائرة اهتماماته, بصورة تجعله ينظر إلى الظاهرة الأدبية, أو الاجتماعية بعمق, فلا يقنع بما هو سطحي, ولا يقتصر على الأحكام المجانية, لأنها لا تسد الرغبة الملحة في المعرفة, ولا تكتفي بنتيجة علمية إلا بعد التحقق من سلامة فرضيتها, وصحة التفكير الذي أفضى إليها.

توثيق المرجعي (APA)

ابو شرخ, نجوان محمد اكرم/ابراهيم (2012). القصة القصيرة في فلسطين بعد اتفاقية أوسلو (دراسة سيميائية). الجامعة الإسلامية - غزة. 17340