ملخص الدراسة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :- لما اطلعت على تاريخ بني أمية وهي الحقبة الذهبية في تاريخ دولة الإسلام حيث أنها مثلت أقصى اتساع لدولة الإسلام على مدار التاريخ . وما كان هذا الفتح العظيم يأتي جزافاً أو بطريقة سحرية، بل قام على أكتاف الرجال الذين جاهدوا وضحوا في سبيل الله بالنفس والنفيس والغالي والرخيص، ومن ضمن هؤلاء قادة عظام شهد لهم القاصي والداني. أمثال طارق بن زياد ومحمد بن القاسم وقتيبة بن مسلم وغيرهم. ولكن هناك قادة آخرون لا يقلون شأناً عن أولئك إن لم يكونوا أبعد أثراً وأرسخ قدماً في هذه الفتوحات، بيد أن المؤرخين قد أغفلوهم ، فلا يكاد يعرف سيرتهم أحد من المثقفين فضلاً عن المتخصصين. ونذكر منهم القائد العظيم "مسلمة بن عبدالملك" المرواني الأموي القرشي وهو أحد أبناء الخليفة عبدالملك بن مروان بن الحكم. ولقد عاش مسلمة في هذه الفترة التاريخية الهامة التي مثلت ذروة الفتوح والتي ألقت بظلالها على المجتمع الإنساني عامة والمجتمع الإسلامي خاصة فجعلت منه مركزاً لإشعاع الحضارة وإقامة العدل الذي قضى على هيمنة الظلم. ومن الجدير ذكره ونحن في هذا العصر المظلم الذي تراجع فيه الإسلام دولة وحضارة أن نرجع إلى تلك الفترة وننهل منها ما يعين على استنهاض وبعث جديد يستنير بسالف المجد الأول لتستعيد أمتنا عزها المؤثل من جديد. استناداً إلى قول نبينا – صلي الله عليه وسلم- "خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم" [موطأ الإمام مالك – ج 3 ، ص 295] ومن أجل بعث هذه الخيرية من جديد يجب أن نعود لدراسة سير الأعلام المنارات من رجالات القرن الأول والثاني . وما كان مسلمة إلا أحد هذه المنارات في ذلك التاريخ المشرق، فعمدنا إلى أن يكون مجالاً لبحثنا لما تحمل سيرته في طياتها من مناقب عديدة ومزايا فريدة جديرة بأن ينشأ عليها أبناء المسلمين من هذا الجيل . وأجملنا ذلك في النقاط التالية...

توثيق المرجعي (APA)

الاسطل, عبد القادر جبارة محمد (2007). مسلمة بن عبد الملك حياته وجهاده (62هـ-121هـ). الجامعة الإسلامية - غزة. 17686