ملخص الدراسة:

تناولت هذه الدراسة الكوارث الطبيعية في بلاد الشام ومصر(491- 923 هـ = 1097-1517م). وقسمت الدراسة إلى مقدمة و تمهيد وخمسة فصول رئيسة وخاتمة. في التمهيد :بينت الدراسة أهم التعريفات التي قالت بها المؤسسات والمنظمات العالمية للكوارث الطبيعية، ووضحت أهم أنواعها وسماتها، وأظهرت الدراسة نظرة الشريعة الإسلامية للكوارث الطبيعية، وتوصلت لنتيجة مفادها أن معظم هذه الكوارث مردها إلى العقوبة الإلهية لبني الإنسان جراء ذنوبهم ومعاصيهم، وبينت الدراسة الأسباب العلمية لحدوث الكوارث الطبيعية، كما أظهرت اهتمام علماء المسلمين بدراسة الكوارث الطبيعية، ومن أهم الأمور التي تدل على اهتمام علماء المسلمين بدراسة هذه الكوارث، مجال التأليف، والتحليل والدراسة لهذه الكوارث. و في الفصل الأول:تناولت الدراسة بالتفصيل أهم الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها بلاد الشام ومصر خلال مرحلة الدراسة، وكان أولها الزلازل، حيث وضحت الدراسة أهم الزلازل التي حدثت في بلاد الشام ومصر خلال مرحلة الدراسة بالتفصيل، وأظهرت موقف الدولة من هذه الزلازل، ووضحت فيه أهم الإجراءات التي قامت بها الدولة والسلطة الحاكمة في المناطق التي ضربتها الزلازل ، وتمثل موقف الدولة في معظم الأحيان بإعادة إعمار ما تهدم جراء هذه الزلازل. أما في الفصل الثاني : فقد بينت الدراسة أهم الأوبئة والطواعين والموتان التي تفشت في بلاد الشام ومصر، ومدى فتكها بالأرواح، كما أظهرت موقف الدولة، و الذي تمثل في معظم الأحيان بإنشاء المستشفيات في جميع أنحاء بلاد الشام ومصر، والتي كانت تقدم خدمات طبية متنوعة، ومنها تقديم العلاج لمرضى الطاعون وغيره من الأمراض، واتخذت الدولة عدة إجراءات وقائية صحية لتفادي تكرار وقوع الأوبئة. كما بينت الدراسة في الفصل الثالث: أهم حالات الجفاف والمجاعات والآفات الزراعية وأهمها الجراد والفئران والطيور التي تعرضت لها بلاد الشام ومصر، وأظهرت الدراسة موقف الدولة من الجفاف والمجاعات والآفات الزراعية، والذي تمثل بقيامها بإجراءات عدة، من أهمها: فتح مخازن الدولة، وبيع الغلال منها بأسعار مخفضة، ولجوء الدولة إلى جلب وتوفير المواد الغذائية الأساسية، إما عن طريق جلبها من المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة أو من الدول الإسلامية المجاورة أو الاستيراد من الدول الأجنبية، ومراقبة ومتابعة عملية بيع المواد الغذائية، وتعزير المحتكرين و بائعي لحوم الميتات والكلاب والحمير، وآكلي لحوم البشر، عند حدوث حالات الجفاف والمجاعات، وتوزيع الفقراء على الأمراء والأغنياء والتجار للتكفل بإطعامهم في أوقات حدوث المجاعات، وتوزيع الأموال والطعام على الفقراء في بعض الأحيان، ومحاولة إيجاد حلول وطرق لمكافحة الآفات الزراعية، وتعويض المزارعين عن خسائرهم، كما وجهت الدولة الناس لأداء صلاة الاستسقاء عند حدوث حالات الجفاف . أما في الفصل الرابع ، فقد بينت الدراسة أهم السيول والفيضانات والعواصف والصواعق والبَرَد والصقيع والثلوج التي تعرضت لها بلاد الشام ومصر، وأظهرت موقف الدولة، والذي تمثل بقيامها بإجراءات عدة، من أهمها: إعادة إعمار ما هدمته هذه الكوارث من أماكن في بلاد الشام ومصر ، وقامت الدولة بعملية إزالة المخلفات الضارة لهذه الكوارث، و قامت الدولة بتعويض المتضررين وخاصة المزارعين عن خسائرهم . وفي الفصل الخامس: بينت الدراسة أهم آثار الكوارث الطبيعية في بلاد الشام ومصر، من آثار عمرانية والتي كان من أبرزها تدمير أو تضرر عدد كبير من المعالم العمرانية المختلفة من مساجد وكنائس ومدارس وبيمارستانات وأسوار وقلاع وأبراج ومبانٍ سكنية وغيرها من المرافق العامة، مما كان له أسوأ الأثر على الجانب الحضاري للإنسان وأظهرت الدراسة أهم الآثار الاقتصادية للكوارث الطبيعية، ومن أهمها إلحاق أضرار فادحة بالقطاع الزراعي والصناعي والتجاري، وتضرر الثروة الحيوانية والسمكية بشكل كبير، وكان للكوارث تأثير مباشر على غلاء أسعار مختلف المواد الغذائية وغيرها من السلع. كما بينت أهم الآثار النفسية والسكانية والاجتماعية للكوارث الطبيعية، ومن ذلك، اتجاه الناس إلى طلب العون والمساعدة من الله عز وجل ليعينهم ويزيل عنهم خطر هذه الكوارث، وإحداث تغييرات في توزيع السكان، فقد كان ينتج عن بعض الكوارث الطبيعية هجرات من المناطق المنكوبة إلى مناطق أخرى، وخاصة عند حدوث الجفاف، حدوث تغييرات كبيرة على النمو السكاني، و تعطيل بعض المناسبات الاجتماعية كالزواج. كما أظهرت الدراسة أهم الآثار السياسية للكوارث الطبيعية، ومن أهمها حسم نتائج بعض المواجهات العسكرية المعينة، أو تتسبب بتغيير نتائجها لصالح طرف على آخر، إلى غيرها من النتائج.

توثيق المرجعي (APA)

صلاح, محمد حمزة محمد (2009). الكوارث الطبيعية في بلاد الشام ومصر (491- 923 هـ = 1097-1517م). الجامعة الإسلامية - غزة. 17787