ملخص الدراسة:

يُعد عمل العيون والجواسيس من أهم الطرق والأساليب التي لجأت إليها الأمم والمجتمعات والدول على مر التاريخ لمواجهة أعدائها, لا سيما في الأعمال الحربية, وهذا ما قامت به الدولة الإسلامية في العهدين الزنكي والأيوبي، الذي شهد أغلب فترات الصراع الإسلامي الفرنجة في بلاد الشام. لقد درس العديد من الباحثين والمؤرخين فترة الصراع الإسلامي الفرنجة، وعالجوها من ناحية تاريخية وسياسية وعسكرية، وتسلسل للأحداث؛ إلا أنهم لم يتعرضوا بالدراسة التحليلية لدور العيون والجواسيس وأهميته في مجريات ذلك الصراع التاريخي, باستثناء بعض الدراسات السطحية. لذلك جاءت هذه الدراسة المعنونة بـ العيون والجواسيس في بلاد الشام في العهدين الزنكي والأيوبي؛ للتعرف على عمل العيون وأهميتها, والأقسام التي كانت تنضوي تحتها, وأهم الوسائل والأساليب التي كانت تستخدمها في تلك الحقبة التاريخية المؤثرة في حياة الأمة الإسلامية. وقعت الدراسة في أربعة فصول؛ حيث تعرض الفصل الأول للأصول اللُغوية والتاريخية لعمل العيون والجواسيس، إضافة إلى البحث عن الأصول والأحكام لعملهم في الشريعة الإسلامية من خلال البحث والاستدلال، بالآيات القرآنية، والأحاديث النبوية الشريفة، وآراء الفقهاء، والرسائل والمعاهدات، إضافة إلى استعراض تاريخي لعمل العيون والجواسيس منذ عند القدماء وانتهاءاً بالعصر العباسي الأول، الذي بانتهائه تبدأ الحدود الزمانية للدراسة. الفصل الثاني, عالج تركيبة جهاز العيون والجواسيس في العهدين الزنكي والأيوبي، والتي شملت وحدة البريد، وحدة الحمام الزاجل، وحدة اليزك (الاستطلاع)، وحدة التجسس، وحدة الكمائن، وحدة التحقيق، وحدة الترجمة، وحدة الشيفرة، ووحدة الاستقطاب السياسي. أما الفصل الثالث فقد بحث في صفات وواجبات وأساليب ووسائل عمل العيون والجواسيس في العهدين الزنكي والأيوبي, والتي شملت، أسلوب الخدعة والاحتيال، والتجسس بأساليبه المختلفة والمتعددة، وكذلك أساليب استخدام المدنيين في الحصول على المعلومات، إضافة إلى الأساليب العسكرية. الفصل الرابع بحث في أهمية دور العيون والجواسيس في الصراع الإسلامي الفرنجة في العهدين الزنكي والأيوبي؛ حيث كان لها دور بارز في المعارك والأعمال الحربية، وحماية الأمن الداخلي، وكشف المؤامرات, ومكافحة الأنشطة التجسسية المعادية، ومقدرتها على تحطيم الروح المعنوية لدى الفرنجة وزعزعة استقرارهم. وقد أظهرت نتائج الدراسة أن عمل العيون والجواسيس في العهدين الزنكي والأيوبي كان ممنهجاً وضمن إطار تنظيمي واضح, الأمر الذي أدى إلى بروز دوره في الصراع في تلك الحقبة. وفي التوصيات شدد الباحث على ضرورة تعميق البحث والدراسة في تفاصيل عمل العيون والجواسيس في فترة الصراع الإسلامي الفرنجة؛ للاستفادة منها.

توثيق المرجعي (APA)

حماد, فتحي احمد محمد (2011). العيون والجواسيس في بلاد الشام في العهدين الزنكي والأيوبي (522 – 648هـ/ 1128- 1250م). الجامعة الإسلامية - غزة. 17818