ملخص الدراسة:

فإنه إزاء السقوط الحضـاري الذي شهدته الأمة الإسلامية منذ قرون, قامت محاولات عديدة هنا وهناك للنهوض, والعودة إلى مسرح القيادة, حيث جهد خلالها رجال الأمة ومفكروها على إحياء التراث في نفوس المسلمين, وبسط نفوذه على واقعهم من جديد, بعد أن أصاب الأمة الوهن, وعجزت عن حماية مكتسباتها, وإحياء التراث التاريخي الخاص بها وان هذا البحث سيقف على مرحلة هامة من تاريخ الأمة ألا وهي حقبة تكالبت فيها قوى الشر ضد الإسلام والمسلمين ، حتى استطاع النظام العسكري المملوكي أن يحمي العالم الإسلامي من أخطر هجمات عبر تاريخه ألا وهم المغول والصليبيين، ومما لا شك فيه أن دراسة الأنظمة العسكرية من المواضيع الهامة وخاصة في زمن الضعف والهوان وتجبر القوى الظالمة في العالم في عصرنا هذا ، وان الدراسات التي تناولت الجوانب العسكرية لا زالت عاجزة عن تغطية النقص في هذا المجال، بينما تزخر المكتبة الغربية بتلك الأبحاث من هذا النوع . و دراسة النظام العسكري المملوكي مهمة جدا لما تحمل تلك الفترة من أهمية بالغة، حيث استطاع هذا النظام العسكري بقيادة المماليك تحقيق انجازات بالغة الأهمية على صعيدين: الأول: سحق الخطر المغولي الذي كاد يعصف بالأمة الإسلامية . الثاني: إنهاء الوجود الصليبي من فلسطين بطرد آخر صليبي من عكا في عهد الأشرف خليل بن قلاوون. ومن جانب ركز الباحث على الجيش المملوكي وعتاده وتدريباته وخططه وأنظمته المتعددة وانجازاته ومحاولة تجنب الخوض في عباب الأحداث الجانبية من تاريخ دولة المماليك ، فالموضوع هو النظام العسكري ويجب التركيز على هدا الجانب فقط كي يتم إيجاد دراسة متخصصة موضوعية تبين للدارسين والمهتمين هذا النظام الفريد من نوعه، الذي حقق للأمة انجازات هامة ، كما أن تلك الدراسة لن تكون بحثا مقارنا بين أنظمة عسكرية متعددة، بل تتضمن النظام العسكري المملوكي فقط، وان كان من الممكن التعرج بعض الشيء إلى النظام العسكري الأيوبي كونه سابقا على النظام العسكري المملوكي، ولا بد أن يكون هناك نوعا من السياق العسكري بينهما ، ولعل مثل تلك الدراسة تكون نموذجا طيباً لجيوشنا التي طال ضعفها.

توثيق المرجعي (APA)

الجزار, هاني فخري (2007). النظام العسكري في دولة المماليك (648-923هـ /1250-1517م). الجامعة الإسلامية - غزة. 17835