ملخص الدراسة:

اهتمت الحركة الصهيونية منذ قيامها بإنشاء منظمات عسكرية؛ بذريعة(الدفاع) عن المستوطنات التي أقامتها في فلسطين ضد أهالي البلاد الأصليين، وللمساعدة في سلب الأراضي الفلسطينية، ولعب المفكرون الصهاينة الدور البارز في غرس نزعة القوة لدى الصهاينة الموجودين في فلسطين، وباقي دول العالم، فكان حجر الأساس لتلك المنظمات الهجرات الصهيونية المتتالية إلى فلسطين، والتي تم عن طريقها إقامة المستوطنات، ومن ثم إقامة منظمات عسكرية بذريعة (الدفاع) عن تلك المستوطنات، حيث قدم إلى فلسطين مهاجرون كثر على فترات متلاحقة، ومن مناطق مختلفة . وكان أهم تلك الهجرات: الهجرة الصهيونية الثانية القادمة من روسيا، والتي وضعت الأسس الأولية لقيام المنظمات العسكرية والأمنية الصهيونية في فلسطين، فقد قامت منظمة (بارغيورا) عام 1907م؛ لتتولى أعمال الحراسة من العرب؛ ولتقوم بحراسة المستوطنات الصهيونية في فلسطين، لكن (بارغيورا) لم تكن تلك المنظمة القوية، ولم تقم بالعمل الذي قامت من أجله على أكمل وجه، فقامت بدلاً منها منظمة هاشومير (الحارس) عام 1909م؛ بالحراسة والسيطرة على الأراضي العربية، وتساهم في بناء المستوطنات الصهيونية على الأراضي الفلسطينية، فمن خلال عملها في الحراسة نشطت في العديد من المستوطنات الكبيرة في فلسطين. كما أقيمت منظمة (لجيون هعفوداة) (فيلق العمل) عام 1909م، وهي المنظمة التي قامت بالموازنة بين الحراسة والعمل في المستوطنات، فقد عمل عناصرها في زراعة مساحات من الأراضي؛ لاحتلال العمل والحراسة معاً، ومنظمة (مكابي) عام 1912م، وهي منظمة رياضية صهيونية اهتمت إلى جانب الناحية العسكرية بالبنية الجسدية والحالة الصحية الجيدة لأعضائها وأعضاء المنظمات العسكرية، و(هاروعيه) (الراعي) عام1913م، التي اهتمت بالرعي؛ للاستغناء عن الرعاة العرب؛ ولجمع المعلومات الأمنية عن المدن والقرى العربية المحيطة بالمستوطنات . و(جدعونيم) (كتائب الشباب) عام1913م، أنشأت تلك المنظمة لتقوم بأعمال الحراسة بذريعة (الدفاع) عن المستوطنات، وميليشيا (الدفاع الشعبي) عام1914م، التي أنشأها قادة الصهاينة لحماية القدس خلال فترة الحرب العالمية الأولى، وأنشأ الصهاينة أيضاً منظمات محلية صهيونية (للدفاع) عن الصهاينة في فلسطين فترة الحرب العالمية الأولى، ومن أبرز تلك المنظمات (همجين) (المدافع) عام 1915م، وشُكلت تلك المنظمة لحراسة المستوطنات فترة الحرب؛ بسبب الضعف الذي حل بمنظمة هاشومير فترة الحرب، والمجموعة اليافاوية وكانت تلك المنظمة أيضاً من منظمات الحراسة المحلية التي قامت في عدد من المستوطنات الصهيونية ، وكان للقادة الصهاينة أيضاً دور كبير في الحرب العالمية الأولى بعد وقوفهم على الحياد في البداية، فقد شاركوا فيها من خلال تأسيسهم للكتائب العبرية والفيلق اليهودي، فمن تلك الكتائب كتيبة سائقي البغال التي شاركت في جبهة (جاليبولي) إلى جانب القوات البريطانية، وكتيبة 38، و39، و40 رماة الملك ، كما أقيمت منظمة أمنية تجسسية تحت مسمى منظمة (نيلي)، ولعبت دوراً كبيراً في خدمة بريطانيا؛ وحيث أنها ساعدت القوات البريطانية في احتلال فلسطين، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى عام 1918م، كانت منظمة (هاشومير) في وضع حرج، وبدأ التفكير بحلها، خاصة بعد فشل الصهاينة في حماية المستوطنات شمال فلسطين، و تم تفكيكها ، وإنشاء منظمة دفاع قطرية بدلاً منها، حملت اسم (الهاغاناة)، عام 1920م.

توثيق المرجعي (APA)

ابو خضورة, ايمان روبين عبد العزيز (2012). المنظمات العسكرية والأمنية الصهيونية في فلسطين (1897- 1920م). الجامعة الإسلامية - غزة. 17904