ملخص الدراسة:

هدفت هذه الدراسة إلى الكشف عن أهم مبادئ وأساليب التربية الجهادية من خلال غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم ، وتحديد كيفية الاستفادة منها في التعليم المدرسي. ولتحقيق أهداف الدراسة استخدم الباحث المنهج التاريخي إضافة إلى منهج تحليل المحتوى ، ولقد توصل الباحث للنتائج التالية: العقيدة الإسلامية الجهادية كمرجعية سبقت الكثير من المرجعيات العسكرية القديمة؛ وحتى الحديثة منها في التربية الجهادية التي تميزها عن باقي المرجعيات الفاسدة. الرسول صلى الله عليه وسلم ومن خلال غزواته؛ ضرب أروع الأمثلة التي جسدت لنا أهم المبادئ والأساليب التي يُحتذى بها في كل الميادين؛ وخصوصاً ميداني التربية والجهاد. الاتصال بالله سبحانه وتعالى، والتوكل عليه عز وجل في كل الأمور هو الحل لجميع المشكلات التي نواجهها في مناحي الحياة. الرسول صلى الله عليه وسلم ومن خلال غزواته كان يسعى إلى العمل الجيد وإلى إحكامه وإتقانه مما أدى إلى صلاح المجتمع المسلم بكامله. الرحمة مشتقة من اسم الله فعلى القائد في جيشه والمعلم في فصله أن يتحلى بتلك الفضيلة والخلق الحسن. لقد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مثالاً للوفاء بالعهد حتى مع الكفار ليجسد بذلك مبدأ مهماً يعكس مدى الالتزام القيادي والإداري حتى في أحلك الظروف. الرسول صلى الله عليه وسلم كان مثالاً للقدوة الحسنة والشجاعة والإقدام على المهمات الخطيرة ، فصار مثالاً يُحتذى في جميع المواطن. المشورة هي مبدأ رباني ومطلب مهم تستجمع فيه طاقات العقول كلها لاستخلاص الرأي الصالح. إن كثيراً من المواقف التربوية تحتاج إلى ترجيح العقل، وعدم استخدام العاطفة فلذلك وجب الحزم في بعض المواقف التي تتطلب ذلك .حَرِصَ الرسول صلى الله عليه وسلم على إعداد صحابته الكرام نفسياً وجسدياً ، كما حَرِصَ على إعداد القوة المستطاعة التي يجب أن تكون قوة رادعة للمسلمين تحمي بيضتهم وحماهم. إن بقاء الجماعة المسلمة، وقوة شوكتها ، وأثرها على أعدائها، يعتمد على مدى تماسك جبهتها الداخلية، ووحدة صفها ، وإن أي توهين لوحدتها يعني ضعفها أمام أعدائها الطامعين. استحدث واستخدم الرسول صلى الله عليه وسلم طرقاً وأساليب جديدة لم يعهدها الأعداء من قبل، من خلال استخدامه لطرق جديدة في القتال ، بالحرب النفسية والتجسس عليهم ورصد تحركاتهم ومن ثم .مباغتتهم في المكان والزمان وأسلوب القتال .اهتم رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنوده أكثر من أي قائد عرفه التاريخ فكان يشاركهم الأعمال والهموم ويتفقدهم وينزلهم منازلهم وكان على معرفة بهم أكثر من أنفسهم. في إطار ما سبق أوصى الباحث بالتالي : على جميع القادة العرب والمسلمين أن يتأسوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأن يحكَّموا شرع الله ومنهاجه في جميع مناحي الحياة. على جميع صناع القرار العمل على بناء جيش مسلم موحد ، مبني على قواعد سليمة ، وذلك من خلال إعداد روحي ونفسي وجسدي ، ومن خلال التخطيط السليم لهذا الجيش بما فيه مصلحة الأمة. التركيز على القادة والعلماء والمفكرين بأن يكونوا قدوة للشباب في ممارسة الجهاد على أرض الواقع . الإعداد لجيل رباني مجاهد مؤمن من خلال جميع المحاضن التربوية وخصوصاً المدارس والجامعات ، ومن خلال منهج رباني سليم يكون مصدره الكتاب والسنة ، والتركيز في هذا المنهج على التربية الجهادية لكي تعود لنا عزتنا وكرامتنا. الإقتداء بسير العلماء المجاهدين الذين ضحوا بكل ما لديهم من أجل رفع راية الإسلام خفاقة. على واضعي المناهج التعليمية والتربوية وضع مخافة الله نصب أعينهم ، وجعل شرع الله المرجعية الأساسية في وضع تلك المناهج. النهوض بالمجتمع بجميع مستوياته وحتى الشعبية منها ، من خلال حضهم على الجهاد ورفع الروح المعنوية خلال الأزمات والحروب ، لنكون في الجاهزية لصد أي اعتداء.

توثيق المرجعي (APA)

البحيري, صفوت سمير العبد (2009). مضامين التربية الجهادية من خلال غزوات الرسول -صلى الله عليه وسلم– وتطبيقها في التعليم المدرسي. الجامعة الإسلامية - غزة. 19826