ملخص الدراسة:

هدف هذا البحث بيان ملامح الفكر التربوي الإسلامي في ضوء كتابات الشيخ يوسف القرضاوي - غفر الله له - والكشف عن العوامل التي أسهمت في تشكيل شخصية الشيخ القرضاوي، والتعرف إلي خصائص التربية الإسلامية في ضوء كتاباته، والكشف عن نظرة القرضاوي للعلم، وإبراز تصور الشيخ القرضاوي للقيم، والوقوف على نظرة الشيخ القرضاوي في التعاطي مع قضايا المرأة، ونظرته للتغير الثقافي والاجتماعي. وتستمد هذه الدراسة أهميتها من أهمية ودور العلامة الدكتور القرضاوي وعلى حد علم الباحث فإن الشيخ القرضاوي- حفظه الله- من ابرز العلماء والدعاة في هذا العصر. وتعد هذه الدراسة دعوة إلى إثراء المناهج التجديدية المعاصرة في مجال التربية. وتفتح الدراسة الطريق أمام الباحثين التربويين, لإجراء المزيد من الدراسات حول كتابات الشيخ يوسف القرضاوي. واستخدم الباحث المنهج التاريخي وأسلوب تحليل المحتوي بطريقة كيفية من خلال التعرف على سيرة الشيخ القرضاوي وقام الباحث باستقصاء ملامح الفكر التربوي الإسلامي للشيخ القرضاوي المبثوثة في مؤلفاته حيث طبيعة الدراسة تقتضى ذلك. كانت أهم النتائج التي توصل إليها الباحث أن فلسفة القرضاوي التربوية تقوم على الإيمان بالفروق الفردية ورعاية المواهب الإنسانية وتشغيل الطاقات المعطلة. وأن المعلم هو العنصر الفعال في عملية التعليم, فعلى قدر ما يحمل في رأسه من علم وفكر, وما يحمل في قلبه من إيمان برسالته, ومحبة لتلاميذه, وما أوتي من موهبة وخبرة في حسن طريقة التعليم, يكون نجاحه وأثره في أبنائه وطلابه. كما إن اتساع نطاق العلوم اليوم، وانقسام كل منها إلى فروع وكل فرع إلى تخصصات دقيقة، يفرض علي صاحبه، التعمق فيه. إن هذا التعمق اليوم أصبح لازماً لما نشهده من تطور مستمر وملحوظ، بل ويرى القرضاوي أن واجباً على الجماعة الإسلامية أن يكون فيها من يتخصص في جميع ألوان الدراسات الإنسانية المختلفة (علم النفس, والاجتماع، والتربية, والاقتصاد, والسياسة وغيرها)حتى يدرسها ويعرضها من منطلق إسلامي أصيل, وفي إطار إسلامي مأمون، ولاسيما أن هذه العلوم الإنسانية والاجتماعية, هي التي تصنع فكر الأمة وذوقها, وتلون اتجاهها وسلوك أفرادها بلونها, فلا يجوز أن يعدها المسلمون مجرد مباح يجوز فعله وتركه, إنما يجب عد ذلك من فروض الكفاية. وفي ضوء ما سبق يوصي الباحث بما يأتي: الاهتمام بتربية النشء المسلم تربية فكرية أصيلة علي كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. وإن على المربي أن يراعي مبدأ الفروق الفردية بين المتعلمين. وتربية الجيل المسلم على الابتكار والإبداع وعدم التقليد والتبعية. والأخذ بمبدأ التخطيط قبل البدء بأي عمل حتى نتجنب الارتجالية والعشوائية وعدم تضيع الوقت في ما لا فائدة منه. وعلي المعلم أن ينوع في أساليب التعليم، وان يحب طلابه، وان يهيئ أفضل مناخ، نفسي وعقلي لهم. ويجب إعداد معلمين صالحين أصحاب ضمائر مؤمنة بهذه الرسالة العظيمة، وإبعاد كل فاسد الفكر أو الضمير عن مجال التربية والتعليم. والاهتمام بالطفل، من جميع الجوانب، صحياً ونفسياً ودينياً، ومساعدة الأسر الفقيرة حتى تستطيع رعاية أطفالها الرعاية المناسبة، ويجب منع تشغيل الأطفال الذين لا تبلغ أعمارهم اثني عشر عاماً, ليتاح لهم حق التعلم والتمتع بالطفولة المرحة. والعناية بالشباب الذين هم عدة الحاضر, وذخيرة المستقبل, والعمل على إعدادهم إعدادا متكاملاً: بدنياً بالرياضة, وروحياً بالعبادة, وعقلياً بالثقافة, وخلقياً بالفضيلة, وعسكرياً بالخشونة, واجتماعياً بالخدمة العامة. وقد جاءت هذه الدراسة موزعة على ستة فصول وهي موضحة كالتالي : الفصل الأول: إطار العام للدراسة، الذي اشتمل على مشكلة الدراسة، وأهدافها، وأهميتها وحدود ومنهج الدراسة، ومصطلحات الدراسة، والدراسات السابقة، وقد تحدث الباحث في مقدمة هذا الفصل عن أهمية الفكر التربوي الإسلامي والبحث فيه ، من خلال علماء الإسلام الذين اهتموا بهذا الفكر، وخدموه، وضرورة البحث في الفكر التربوي لما تنطوي عليه من عناصر ذات أهمية وغاية. الفصل الثاني: الوقوف علي العوامل التي أسهمت في تشكيل شخصية الشيخ يوسف القرضاوي وقد قام الباحث بترجمة الشيخ يوسف القرضاوي وقد اشتمل على المباحث التالية : المبحث الأول: النشأة والمؤهلات: حيث مولد الشيخ وطبيعة البيئة التي نشأ وتربى فيها. المبحث الثاني: شخصيات تأثر بها: حيث معلمو الشيخ القرضاوي وشيوخه الذين تأثر بهم وتربى على أيديهم و فكرهم. المبحث الثالث: أعماله الرسمية: فقد تدرج الشيخ القرضاوي في مناصب عده وحصل على العديد من الجوائز من مختلف البلدان. المبحث الرابع: جهوده ونشاطه في خدمة الإسلام : وذلك من خلال العديد من المجالات . الفصل الثالث: تناول فيه الباحث خصائص التربية الإسلامية في ضوء كتابات الشيخ القرضاوي. الفصل الرابع: نظرة الشيخ القرضاوي للعلم و قد تم الوقوف على أخلاقيات العلم وما يجب أن يتحلى به صاحب العلم؛ من مبادئ التعلم؛ وآداب المعلم والمتعلم. الفصل الخامس: وضيح تصور الشيخ القرضاوي للقيم كقيمة العمل والعلم والحرية والشورى و العدل والرحمة و الإخاء و الحب لما لهذه العوامل من أهمية في بناء المجتمع وهي التي تقوم على احترام كرامة الإنسان وحريته وحرماته، وحقوقه، وصيانة دمه وعرضه وماله وعقله ونسله. الفصل السادس: وقد تناول الاهتمام بقضايا المرأة والتأكيد على إنسانيتها كما بين الإسلام حيث لم يعرف التاريخ دينا ولا نظاما كرم المرأة, وأعلى من مكانتها, كما الإسلام. الفصل السابع: وفيه منظومة للتغيير والحل الإسلامي الذي تحتاج إليه الأمة؛ بل هي في أمس الحاجة إليها للخروج من كبوتها.

توثيق المرجعي (APA)

البيك, محمد صالح ابراهيم (2009). ملامح الفكر التربوي الإسلامي في ضوء كتابات الشيخ يوسف القرضاوي. الجامعة الإسلامية - غزة. 19863