ملخص الدراسة:

الحمدلله الذي شرع لنا من أحكام دينه ما يكفل لنا السعادة، ويضمن لنا الحسنى وزيادة، ومنَّ علينا بأن جعلنا من أتباع إمام الأنبياء وخاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.. وبعد: فإن الإسلام دين أنزله الله تعالى ليحكم حياة الناس وينظم علاقة الإنسان المسلم بربه وعلاقته بإخوانه وبني جنسه، فكفل ما يحافظ على دين الإنسان المسلم، وحياته وعقله ونسله وماله، وقد حوت نصوص هذا الدين ما يرتفع بالإنسان عن الانزلاق في حضيض الشهوات ومسالك الجريمة، ووضع الحلول لكل ما قد يواجه الإنسان في حياته.. وعليه، فإننا نشهد في الآونة الأخيرة حالات كثيرة من الشذوذ ومن الاستهتار بالقيم والمبادئ والأخلاق، لاسيما وأننا نعيش في عصر قلَّ فيه الحياء والوازع الديني، وكثرت فيه المعصية وانتشر فيه الفساد؛ ولقد جاء هذا البحث ليوضح مواطن الحلال والحرام، لاسيما في أسمى علاقة من أشرف العقود في الإسلام ألا وهو عقد الزواج، وفي تقديري أن هذه الأمة إذا اتبعت سبيل النهج القويم الذي رسمه الله لنا عاشت في ظل الإسلام العظيم آمنة مطمئنة عزيزة كريمة متكافلة، راجياً أن يجد الأزواج ضالتهم المنشودة التي تفتح لهم السعادة والاستقرار وأن يحافظوا على هذا العهد المقدس والميثاق الغليظ، كما وصفه الله في كتابه (وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴿٢١﴾)، وكذلك ليحافظ المسلمون على بقاء هذا العقد، لأنه آخر ما بقي بأيدينا اليوم من قوانين الإسلام وتشريعاته وضياع هذا العقد من مجتمع المسلمين يعني ضياع آخر أحكام الشريعة الإسلامية من مجتمعنا المعاصر. ولاشك أن معرفة حدود العلاقة الجنسية بين الزوجين وفهم أحكامها وتطبيقها فيه صيانة للأزواج من الانحراف والانحلال الذي اجتاح دول العالم بعد أن فرَّطوا في عقد الزواج؛ فانهدم النظام الأسري وانهدمت لذلك كافة الأخلاق والقيم والمبادئ. فالبحث يُعتبر من القضايا المهمة؛ لأن فيه معرفة ما يحل للأزواج وما يحرم عليهم.

توثيق المرجعي (APA)