الدفوع الموضوعية في دعوى الطاعة الزوجية pdf
ملخص الدراسة:
الحمد لله الذي حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرماً, وشرع القضاء لرفع هذا الظلم عمن وقع عليه, وأصلي وأسلم على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم إمام المتقين وسيد الخلق أجمعين وقاضي المسلمين الأول الذي حكم فعدل وقضى فأنصف وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين أما بعد : فان القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة, كما ذكر ذلك الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه والقضاء العادل هو أساس استقرار الحكم ودوامه والسياج الذي يحمي الأمن ويوطد أركانه؛ ولهذا اهتم الإسلام بالقضاء وأولاه عنايته ورعايته . وحتى يحقق القضاء المقصد الذي شرع لأجله حث الإسلام على اختيار من يتولى هذا المنصب الخطير أن يكون على قدر كبير من التقوى والعلم؛ لأن التقوى إذا انعدمت في القاضي انتشر الظلم, وإذا انعدم العلم قضى القاضي عن جهل, والقضاة في الإسلام ثلاثة؛ لما روي عن بريدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاضٍ في الجنة, رجل قضى بغير حق يعلم بذلك فذلك في النار وقاضٍ لا يعلم فأهلك حقوق الناس فهو في النار وقاضٍ قضى بالحق فذلك في الجنة ). ولقد خلق الله عز وجل آدم عليه السلام وخلق منه زوجه وجعل بينهما المودة والألفة والرحمة؛ وذلك ليسكن إليها ويعمر الله بهما الكون, وهذا هو الأصل في الخلق فيقول الله عز وجل :{ومِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}. ولكن الشيطان - لعنه الله - عندما أحس أن الله عز وجل فضل آدم عليه السلام وكرمه عليه, وشعر أن آدم عليه السلام كان سبباً في إخراجه من الجنة فقد توعده بأن يضله ويغويه هو وذريته وأن يفرق بينه وبين زوجه ويسبب لهما الشقاء في الدنيا والآخرة, قال عز وجل:{قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ}. وقال أيضاً: {وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ} . وطاعة الزوج واجبة على الزوجة لقوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ} . - وجه الدلالة من الآية الكريمة أن الله سبحانه وتعالى قرر القوامة للرجال على النساء, والقوامة هنا بمعنى الطاعة . - وإن لهذه الطاعة حدوداً وهي ألا تكون في معصية الله تعالى؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم ( لا طاعة لمخلوقٍ في معصية الخالق). ولما كانت طاعة الزوجة لزوجها واجبة فقد يختلف الاثنان على أداء هذا الواجب فيدعي الزوج عدم الطاعة؛ ولكن للزوجة الحق في إثارة الدفوع الموضوعية على دعوى الطاعة الزوجية ذاتها أو على معاملة الزوج وأمانته أو على مسكن الطاعة الزوجية ولوازمه ... الخ . بعد أن تثبت الزوجة تلك الدفوع بالبينة المقنعة الأمر, الذي يجعل القاضي يصدر حكمه برد دعوى الطاعة الزوجية التي أقامها الزوج أو الحكم على المسكن بأنه غير شرعي, وبالتالي يكلف القاضي الزوج بتهيئة مسكنٍ غيره. وهكذا فإن دعوى الطاعة الزوجية مثلها كمثل جميع الدعاوى فقد ترد عليها جميع أنواع الدفوع الشكلية والموضوعية والدفع بعدم القبول, ولكنني في هذا البحث سأتناول - إن شاء الله - الدفوع الموضوعية التي ترد على دعوى الطاعة فقط . وإني أسأل الله تعالى أن يوفقني في ذلك وأن يجعل بحثي هذا خالصاً لوجهه الكريم وأن ينفع به طلبة العلم الشرعي خاصة وجميع المسلمين عامة إنه ولى ذلك وهو على كل شيء قدير .
توثيق المرجعي (APA)
خصائص الدراسة
-
المؤلف
ابو زهير, زهير اسعد سلمان
-
سنة النشر
2009
-
الناشر:
الجامعة الإسلامية - غزة
-
المصدر:
المستودع الرقمي للجامعة الإسلامية بغزة
-
نوع المحتوى:
رسالة ماجستير
-
اللغة:
العربية
-
محكمة:
نعم
-
الدولة:
فلسطين
-
النص:
دراسة كاملة
-
نوع الملف:
pdf