ملخص الدراسة:

الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، كما ينبغي لجلال وجهه، وعظيم سلطانه، نحمده حمد الشاكرين له على نعمائه، والراضين بحكمه وقضائه الحمد لله الذي أرسل رسوله بالهدى، ودين الحق مبشراً، ونذيراً، وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً. وأشهد أن لا إله إلا الله الذي أكمل دينه وأتم نعمته وشرع لنا على لسان رسوله ديناً قويماً وحصناً حصيناً فقال تعالى: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً } وأشهد أن محمداً رسول الله آتاه الحكمة، وفصل الخطاب، وجوامع الكلام فلا ينطق إلا بالحق والصواب. فإن فقهاء الشريعة -رحمهم الله تعالى- وضعوا لنا علماً جليل القدر، عظيم الفائدة، لا مثيل له عند أمم الأرض قاطبة، ذلك هو علم أصول الفقه. وكان الغرض من وضعه، وبناء صرحه، وتوضيح معالمه، وجوانبه، ومعانيه، خدمة الإسلام عن طريق فهم كتاب الله، وسنة رسوله، واستنباط الأحكام من نصوصها، ومن المصادر المعتبرة في ضوء قواعد، ومعاني علم أصول الفقه. لقد شاع وانتشر بين الناس كثير من الأعراف التي تخالف نصوصاً شرعية مخالفة واضحة، وبرغم ذلك فإن الناس يتعارفون عليها ويرجعون إليها وكأنها أصل شرعي، وذلك إما لجهل الناس بالنص الشرعي الذي يخالف هذه الأعراف. فلذلك كان لا بد من توضيح كيفية اعتبار الأعراف الشرعية وضوابطها وعلاقتها بخبر الآحاد قبولاً ورداً ، وهذا ما لا غنى عنه في حياتنا التي تتجدد فيها الأعراف، وذلك للتسهيل والتيسير على الناس في علاقاتهم ومعاملاتهم مع بعضهم البعض.

توثيق المرجعي (APA)