تعليل الأحكام الشرعية عند الأمام أبي إسحاق الشاطبي pdf
ملخص الدراسة:
الحمد لله رب العالمين حمداً يليق بذاته و عليائه و يباهي جلاله و كبرياءه , ناصر عبده قاهر عدوه مذل المتكبرين , رافع المؤمنين و ذي العلم درجات " يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ). و صلاة و تسليما على المبعوث رحمة للعالمين الأولين و الآخرين , المقرب لربه المقترن اسمه باسمه , صاحب لواء الحمد يوم الدين الشفيع الحامد محمد أحمد النبي العربي , الناطق بالحكمة , الذي جلى الله به غمة الكفر عن القلوب و حلَّى بكمال خلقه النفوس , فستر به العيوب , فكان الكل من حسنه ملتمس , و من معين حكمته ناطق و متبع , فازينت الحياة بعد بؤسها, و لانت فيها دروب سالكها , فشرحت بهدي شرعته الصدور , و هنئ بكمالها أهل الخير فحموا منها الثغور , أمرا بالمعروف و نهيا عن المنكر , ليتم بذلك سلامتها من كل ما يعلق بها عبر الأزمان المتتالية , فتكون هي كما هي حيث أول نزولها , يأخذ بريقها الأذهان , و يسمع صوتها بصائر الأحرار , لينة مرنة , لم تشوهها تراكمات الأحداث أو ترهات الجهالة , وفي حدود هذا الفهم دارت رحى الإسلام تشرع للناس حدود الله تعالى و حدودهم عند الله تعالى , آخذة بأيديهم إلى ما يكون به صلاح حياتهم , و نجاح جهدهم , و تمام فوزهم برضاء ربهم في الدنيا و الآخرة , فأقرت مصالحهم و درأت عنهم مفاسد توشك بهم إلى الهلاك , فاستبصروا بمديد كلام الله تعالى , و استناروا بهدي رسوله صلى الله عليه و سلم , فما ضلت راحلتهم و ما ذهب جفاءً عناؤهم , و ما ملَّت من وعثاء السفر نفوسهم , فأناروا الدنيا للعالمين و تمت بهم بركات للمسلمين , قال تعالى : " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" وهي غاية الرسالة أن تتحقق للناس السعادة , فتمت كلمة ربك عدلا و صدقا " إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" , الذين بهرهم جودة البناء , و إتقان الصانع " صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ" . فنظروا إلى حكمته في تعليل أحكامه , و إحكامه مصالح أنامه , وتكريمه عباده و جلال تكريمه و إنعامه على عباده أن خاطبهم بوجوب التدبر في أحكامه و بيَّن لهم بما تطيقه عقولهم , و كفاهم من أغلال أذهانهم في إدراك ما استعصت عليه أفهامهم , و حد هذا بحدود بيانه تعالى فقال: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ " , و جعل للتدبر العنان , وحث أصحاب الألباب و ذا البنان عليه فقال: " فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ " , و حث على ذلك نبيه , وأمر به رسول الله أصحابه , حيث روي عنه في قصة معاذ بن جبل لما بعثه إلى اليمن "قال يا معاذ بم تقضي قال أقضي بكتاب الله قال فإن جاءك أمر ليس في كتاب الله ولم يقض فيه نبيه ولم يقض فيه الصالحون قال أؤم الحق جهدي قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمد لله الذي جعل رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم يقضي بما يرضى به رسول الله صلى الله عليه وسلم ". فوجه نظرهم تجاه نظر الشارع في الأحكام, و علمهم معاقل الإفهام و و سلحهم بجانب عربيتهم بتقوى الله العلام , فعلموا مناط الأحكام , فأدركوا مدار علل مقاصدها في الأنام , فبنوا على علل المقاصد علل الأحكام , فصلح بذلك بلوغ مصالح الأنام , وقد نظروها في كتاب الله و سنة رسوله , وشهدت بصدقها عدم مخالفة الأصول , لها و قد اجتمعت رايات العلماء عليها واتسقت مع بيان الشارع لمقاصده في كتابه و ذكر أصول عللها في الكتاب و السنة قال تعالى " وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُم مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ " , فاتسق البنيان , و تطاول جاهاً و عظم قدراً و زاد بريقاً و اجتمع القوم عنده و الحمد لله .
توثيق المرجعي (APA)
خصائص الدراسة
-
المؤلف
اسبيته, عدنان علي عبد الرحمن
-
سنة النشر
2005
-
الناشر:
الجامعة الإسلامية - غزة
-
المصدر:
المستودع الرقمي للجامعة الإسلامية بغزة
-
نوع المحتوى:
رسالة ماجستير
-
اللغة:
العربية
-
محكمة:
نعم
-
الدولة:
فلسطين
-
النص:
دراسة كاملة
-
نوع الملف:
pdf