ملخص الدراسة:

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله, يقول تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾, ويقول تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ (2), ويقول تعالى﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ (3) أما بعد ..... فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى, وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-, وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة, وكل بدعه ضلالة, وكل ضلالة في النار. يقول الله تعالى ﴿ طه مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى ﴾. فالله تعالى رحمة بالإنسانية, ورأفة بالبشرية, لما وضع الأحكام لعباده نصب أدلة توصلهم إلى العلم بها, والمجتهد الذي همه تشريع الأحكام لنوازل وحوادث ومستجدات لا متناهية يقف أمام تعدد الأدلة وتنوعها, فمنها ما هو أصلي, ومنها ما هو فرعي, ومنها ما هو قطعي, ومنها ما هو ظني, ومنها ما هو متفق عليه, ومنها ما هو مختلف فيه, فالأصولي يضع تلك الأدلة موضعها المناسب, فيقدم الأدلة الأصلية على التبعية, والثابت بالقطع على الثابت بالظن, والدال قطعاً على الدال ظناً, والمتفق عليه على المختلف فيه، فالتشريع الاسلامى مستغنى بذاته وعنده القدرة على التعاطي مع كل المستجدات, فالسؤال هل " عموم البلوى " حجة شرعية يلجأ إليها للتعرف على أحكام النوازل اللامتناهية؟. وما هو تأثير عموم البلوى على الأحكام ؟ وإلى أى مدى؟ وما هو أثر عموم البلوى على خبر الواحد , هذا ما سيأتي بيانه إن شاء الله تعالى في طيات هذا البحث.

توثيق المرجعي (APA)