ملخص الدراسة:

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، وسلم تسليماً كثيراً أما بعد: من المعلوم أن للكلام أهمية كبيرة في الحياة الإنسانية, فهو وسيلة للتواصل بين الناس, إذ بواسطته يعبر الإنسان عن أفكاره ومقاصده, فمقاصد الإنسان هي معيار صحة أفعاله, وعلى معرفتها تتوقف الكثير من الأحكام, فلما كانت خفية عنا بحيث لا يمكن الوقوف عليها, كان للكلام دور كبير في إبراز تلك المقاصد والتعبير عنها, فأضحى اللفظ دليلاً عليها, لذلك اهتم الفقهاء بهذه الألفاظ وأولوها الكثير من الاهتمام لا لذاتها, بل لما تحمله من مقاصد ومعانٍ, فأوجبوا إعمال كلام المكلف العاقل بترتيب آثاره عليه ما دام ذلك ممكناً, صيانة لكلامه عن الإلغاء والإهمال, وحماية للمقاصد التي قصدها المتكلم من كلامه من البطلان, الذي يجردها من آثارها ويجعلها لغواً. لذلك كان لقاعدة إعمال الكلام أولى من إهماله دور كبير وأثر بارز في هذا المجال, لأنه يتم عن طريقها إعمال الكلام وبناء الأحكام الشرعية عليه, وبواسطتها يصان عن الإلغاء والإهمال.

توثيق المرجعي (APA)