اجتهاد القاضي وفتواه ومدى تطبيق ذلك في المحاكم الشرعية في قطاع غزة pdf
ملخص الدراسة:
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ). وقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ) وقال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ). أما بعد:- فإن تعلم القضاء، وما يتفرع عنه من فقه في أدب القضاء والقاضي، يُعَدُّ من أعظم القربات، وأجل العلوم وأهمها؛ لأنه وظيفة الرسل والأنبياء، وبه يتوصل القاضي إلى القضاء بالحق والعدل، وقد أمر الله سبحانه وتعالى أن يُحْكَم بالعدل؛ فقال: ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ). وقال تعالى: ( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ) . وهما صريحتان في وجوب العدل عند الحكم بين الناس، وأن هذا العدل هو فيما أنزل الله، لا في اتباع الأهواء . فعن عبد الله بن عمرو- رضي الله عنهما- قال، قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- : " إن المقسطين عند اللهِ على منابرَ منَ نورٍ عن يمين الرحمن عز وجلَّ. وكلتا يديه يمينٌ؛ الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما وَلُوا ". حيث عَدَّ الذين يعدلون في حكمهـم من المقسطين، والحكم بالقسط واجب؛ لقوله تعالى: ( وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ ). هذا؛ وقد تولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم- القضاء بنفسه، بالإضافة إلى الولايات الأخرى، مطبقاً ما يوحى إليه من ربه، وقد كان - صلى الله عليه وسلم - يقضي باجتهاده فيما لم يُوحَ إليه فيه شيء، وكان لا يعجل بذلك؛ ولكن ينتظر الوحي؛ فإذا انقطع طمعه في الوحي قضى باجتهاده، وقد سار الصحابة ومن تبعهم على سيرته - صلى الله عليه وسلم -، واجتهد العلماء من بعدهم في حلِّ كلِّ المسائل والمعضلات منذ عهد الإسلام الأول، وحتى يومنا هذا، مسترشدين بما رواه عمرو بن العاص -رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر ". حيث رغَّب في الاجتهاد حتى في الحكم مبشراً من اجتهد بالأجر أصاب أم أخطأ. ولكن تطورَ الحياة وتعقيداتِها، ومستحدثاتِ الأمور ومستجداتِها، وضعفَ الأهلية والاتجاه إلى التقليد، والتعصب المذهبي، جعل المنتسبين إلى العلم يقدسون اجتهاد أئمتهم السابقين تقديس النصوص، وقد توقف الاجتهاد خاصة للقضاة في المحاكم الشرعية، وهم يطبقون شرع الله وحدوده، مما جعل القضاء يحتاج إلى إعادة النظر أكثر من أيّ وقتٍ مضى، خاصة في عصرنا الحاضر، عصر التقنيات الحديثة المتطورة ، والمعطيات العلمية التي وفرت الكثير من الجهد والوقت والتفكير، مما يمهد للقضاة طرق الاجتهاد، لكن هذه الطرق قد تحولت مع توقف الاجتهاد والنظر للمستجدات إلى فلسفات مجردة عقيمة عن توليد أحكام شرعية مسايرة لهذا التطور المعاصر، فكان لا بُدَّ من إعداد القضاة المجتهدين الذين يتعاملون مع المتغيرات والمستحدثات بأساليبَ جديدةٍ قائمة على الاجتهاد المبني على الأصول والفتوى الخالية عن الأهواء، القائمة على التفكير والقراءة والاستنتاج والبرهان، فتتحقق بذلك الغايات السامية من هذا الدين في الحكم بما أنزل الله.
توثيق المرجعي (APA)
خصائص الدراسة
-
المؤلف
شراب, حمدان بن عبد الحي بن حمدان آل
-
سنة النشر
2005
-
الناشر:
الجامعة الإسلامية - غزة
-
المصدر:
المستودع الرقمي للجامعة الإسلامية بغزة
-
نوع المحتوى:
رسالة ماجستير
-
اللغة:
العربية
-
محكمة:
نعم
-
الدولة:
فلسطين
-
النص:
دراسة كاملة
-
نوع الملف:
pdf