ملخص الدراسة:

إننا في هذه الظروف الحرجة من تاريخ الأمة الإسلامية، وتشتت المسلمين، واختلافهم، بحاجة إلى التركيز على أن يكون الجهد والعمل الجماعي منهاج حياة المسلمين في جميع المجالات، وفي مقدمتها الجانب الفقهي للأمة، حتى مع غياب الوحدة السياسية. تظهر أهمية الاجتهاد الجماعي وضرورته بجلاء في المسائل المعقدة التي تحتاج إلى تبادل الرأي فيها، لاسيما أن كثيراً منها يحتاج إلى جهود المتخصصين في مجالات مختلفة، شرعية، واقتصادية، وطبية، ولاسيما هذا العصر حيث كثرة الوقائع والمستجدات في جميع مجالات الحياة، واضطراب الاجتهادات الفردية بشأنها، مما يجعل كثيراً من المسلمين في حيرة من أمرهم، وقد تصبح منفذاً لأعداء الإسلام للطعن في صلاحية الشريعة الإسلامية للتطبيق. ضعف الثقة بالاجتهادات الفردية التي قد يتأثر بعض أصحابها بمؤثرات مصلحية أو سياسية أو حزبية. وفي زمن التخصص العلمي، لا بد من التنبه إلى ضرورة الاجتهاد الجماعي، عصمة للفتاوى من الزلل، وصيانة الفكر عن الزيغ، وتأكيداً على التلازم المتقن بين التخصصات المختلفة. أن قضايا الاجتهاد الجماعي من الموضوعات التي تمتاز بالجدة والحداثة، والتي تثير اهتمام كل مسلم لما لها من فوائد على مستوى الأفراد والمجتمعات والأمة.

توثيق المرجعي (APA)