ملخص الدراسة:

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله، فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد: فقد من الله علينا أن جعلنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم صاحب الرسالة الخاتمة التي جاءت للناس كافة، تنسجم مع كل زمان ومكان، وهي الرسالة الشاملة والمتكاملة، لجميع ما يصلح الفرد والأسرة، والمجتمع، بل للبشرية جمعاء، باعتراف القاصي و الداني، فهي ما تركت شيئاً إلاّ وتحدثت عنه، حتى الشاردة والواردة بينته ووضعت له الأحكام والقيم التي تحكمه وتوجهه، فإذا عجز الإنسان عن القيام بجزء من هذه الأجزاء أو بحكم من هذه الأحكام، ـ بل لا يسلم أحد عن هذا العجز إلا الله جلّ في علاه ـ فما من إنسان في هذه البشرية إلا ويعتريه العجز والنقص وقد يكون هذا العجز مادياً، أو بدنيا أو معنوياً، فاختلفت الأحكام بتغير حال المكلف من الاستطاعة إلى العجز، فإن الشارع لم يغفل عن هذا العجز، وهذا التغير، بل وضع له الضوابط ورتب عليه الأحكام والمبادئ، وعالجه من جميع الجزئيات والجوانب، وأكد على وجوب رعايته، وعدم التفريط به. فتناول العلماء العجز في طيّات كتبهم، وذكروا جزءاً من أحكامه، وأشاروا إلى بعض أنواعه وشروطه، إلا أنها مبعثرة في بطون الكتب والمصنفات، فأحببت أن أجمع هذه الأحكام، وأضع تلك اللبنة، وأن أملأ ذلك الفراغ، عسى أن أساهم بجهد المقل منه في إرفاد المكتبة الإسلامية ببحث يتناول الموضوع ويعرض له، وتحدثت عن ذلك تحت عنوان: العجز وأثره على المعاملات المالية في الفقه الإسلامي

توثيق المرجعي (APA)