ملخص الدراسة:

إن الحمد لله ، أحمده سبحانه الذي تفرد بالربوبية والألوهية كمالاً ، واختص بالأسماء الحسنى والصفات العلى جلالاً ، أحمده تعالى وأشكره على سوابغ نعمه إفضالاً ، وجزيل عطائه نوالاً ، وأسأله المزيد من فضله دعاءً وابتهالاً ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، أمر بالتمسك بالإسلام وسطية واعتدالاً ، وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله المبعوث بأوسط شريعة ، وأكملها خلالاً ،صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ، أكرم بهم صحباً ، وأنعم بهم آلاً ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ، وسلم تسليماً يثرى غدواً وأصالاً . أما بعد ... فلا يزال المال يشكل عصب الحياة ، وشريانها النابض ، والمحور الأساس الذي يسهم إنْ مباشرة أو غير مباشرة في إيجاد الأزمات والنوازل من جهة ، وفي حل تلك الأزمات والنوازل من جهة أخرى ، وذلك بوصفه عنصراً لا ينفك من حياة الفرد والمجتمعات . وإن الشريعة الإسلامية قد تكبدت مَهَمة وضع التعليمات السامية ، ورسم الخطوط العريضة التي يؤدي الالتزام بها إلى صيرورة المال أداةَ بناءٍ ، وتعمير وتطوير وتقدم ٍ ، بدلاً من أن يكون أداةَ هدمٍ ، وتخريب ، وإفساد ، كما ينطق بذلك لسان الحال . ولا يخفى على أحد أن الله تعالى تكفل بحفظ شريعته ، كما قال سبحانه : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) ( الحجر : 9 ) . ومن معالم حفظ الله لشريعته أنها تجيب وتتواكب مع تطورات العصر ، فما من نازلة ولا حادثة تنبسط على فراش الشريعة ؛ إلا ونجد لها جواباً شافياً ، كما قال تعالى : (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ) ( النحل : 89) . ويصح لنا أن نقول : إن هذا الأمر من مظاهر رحمة الله تعالى بالعباد ؛ حيث لم يردَّهم إلى فهم أو رأي أحد من الخلق ، إذ الأفهام والأذواق تختلف ، فكان من مظاهر الرحمة أن يردنا الشارع الرحيم الحكيم إلى شريعة كاملة ، ومتناسقة في أحكامها . ولعل من أهم المسائل المعاصرة التي تحتاج إلى بسط بحث ، ودقة نظر ، لما تلقيه على كواهلنا من مسائل متعلقة بها ، مسألة الاتصالات وأحكامها . وأعني بالاتصالات ، تلك الشبكات التي تسهل للناس تواصلهم وترابطهم . والناظر بعين البصيرة يجد أن السواد الأعظم من الناس أصبح لا يستغني عن استخدام الهاتف النقال – الجوال- والاشتراك في البرامج المختلفة ، والخدمات المتنوعة التي تطرحها شركات الاتصال الخلوي . وإنني أحمد ربي الذي ألهمني عنوان هذه الرسالة ليكون : أحكــام المعــاملات التجارية لشركــات الاتصــال الخلويـة دراسـة تطبيقية ولا شك أن هذا الموضوع ينبغي أن يدرس بعناية وتفحص ، بعيداً عن الإفراط و التفريط ، لا سيما في زماننا الذي كثر فيه من يتصدر للفتوى برأيه ، ممن أعيته النصوص أن يحفظها ؛ فقال برأيه فما أحسن وما أجاد ، والله المستعان .

توثيق المرجعي (APA)