ملخص الدراسة:

الحمد لله محدث الأكوان, ومبدع الأركان والأزمان منشئ الألباب والأبدان, ومنتخب الأحباب والخلان, مُنور أسرار الأبرار بما أودعها من البراهين والعرفان, المعبر عن معرفته المنطقُ واللسان, الذي ينعم على من يشاء بنعمة الإيمان, ويحرم من يشاء بعدله من اليقين والإذعان قال تعالى: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُفِي السَّمَاءِ ۚ كَذَٰلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٢٥﴾ والصلاة والسلام على النبي العدنان, الذي بُعث بالإيمان والقرآن, ففتح الله به أعينًا عمياً, وآذانًا غلفاً, وتمت به نعمة الله على العباد, فأكمل الله عز وجل عليه دينه, وهدى بدعوته من يشاء إلى صراط مستقيم. إن الله تعالى أقام الكون كله على اعتبار الجودة والإتقان, فهو بديع السموات والأرض, الذي أحسن كل شيء خلقه, فتبارك الله أحسن الخالقين, فمن المعلوم بالضرورة لأولي الأبصار والألباب, أنه لا سبيل لنيل الشرف والعلا إلا بمعالي الأمور وأجودها, وأحسنها, وأمجدها, فالخلافة في الأرض لعباد الله تعالى, كانت ليبلوهم أيهم أحسن عملا, ثم يجزاهم الجزاء الأوفى, وذلك بالصبر والتحمل. وتعد جودة العمل وإتقانه في كل شؤون الحياة أساساً من أساسيات ديننا الحنيف, فقد تبنتها الشريعة الإسلامية منذ اللحظات الأولى, فالإتقان والجودة سمة أساسية في الشخصية المسلمة, ربّاها الإسلام فيها, حتى أصبحت هدفاً وأساساً من أسس التربية الإسلامية, وسلوكًا يمتاز به المسلم أينما وجد, فهي تلازم المسلم في حياته, ومجتمعه الإسلامي, فكان الإسلام أحسن دينا ممن أسلم وجه لله وهو محسن . فكان هذا صنع الله تعالى في شريعته وخلقه, وكان في فطرة كل البشر حب الحسن والجيد, فهذا ما استقر في قلوب وعقول البشر. وما وصل إليه العالم الآن من تطور علمي, وتكنولوجي هائل, تُسهم فيه الجودة بقدرٍ كبيرٍ, ومما لاشك فيه أنه لا يمكن الوصول إلى الجودة إلا بالعمل المتقن الجاد. فهذا أسلوب يرقى به البشر بالمستوى الفردي, والمجتمعي الذي يحقق فيه النجاح, ويحقق فيه رضا رب العباد.

توثيق المرجعي (APA)