ملخص الدراسة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم, أما بعد: فإن من مقاصد الشريعة الإسلامية أنها حثت على فعل الخير؛ وجعلته من أبواب التقرب إلى الله لما له من آثارٍ عظيمةٍ تعود على المجتمع وكان من أهم أبواب الخير هذه : الوصايا والهبات والصدقات التي تزيد من ترابط المجتمع، وتقوية روابطه ودعائمه وتجعله مجتمعاً راقياً ومتحضراً، كما أن الأوقاف لها دورٌ بارزٌ في تقدم الأمة، وقد تخرَّج بفضل هذه الأبواب العظيمة خِيرة العلماء والأساتذة الذين ملئوا الأرض علماً ونوراً. ومن منظور آخر نرى أن التبرعات لها دورٌ كبيرٌ في نشر العلم؛ ومن المعلوم أنها مندوبه وليست واجبه؛ فلقد حثت الشريعة الإسلامية عليها من غير إلزام ولهذا السبب قد يحصل عند كثير من الناس رجوع عن بعض هذه التبرعات على اعتبار أنها مندوبة وليست واجبة وهذا من باب الطمع في هذا المال الذي كان بواسطته سينالون الأجر العظيم ، فتجد أحدهم يتبرع بقطعة أرض لبناء مدرسة أو دار للأيتام ثم ما يلبث أن ترتفع سعر هذه الأرض فيقوم بالتراجع عن تبرعه. ولما كان هذا الأمر لا يعرفه كثير من الناس حاولت أن أقوم بتجميع هذا الموضوع ووضعه في هذه الرسالة حتى يتسنى لمن يريد العلم بهذا الحكم معرفته بدون تعب وجهد كبير، فحاولت أن أوضح من خلالها مدى لزوم هذه التبرعات والشروط الشرعية التي تلزم بها والموانع التي تمنع من لزومها حتى يصبح الأمر جلياً وواضحاً عند جميع المسلمين.

توثيق المرجعي (APA)