ملخص الدراسة:

الحمد لله، الذي أكمل لنا الدين، وأتم علينا النعمة، ورضي لنا الإسلام ديناً، والصلاة والسلام على الرحمة المهداة ، سيدنا ومولانا محمد المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحابته، ومن دعا بدعوته واتبع هديه وسار على نهجه إلى يوم الدين. أما بعـد: فقد امتازت الشريعة الإسلامية بكونها أوفى الشرائع بتحقيق مصالح العباد وإسعادهم فقد جاءت بالتيسير ورفع الحرج عن كاهل العباد، حيث راعت ظروفهم وحاجاتهم، وكان ذلك بينٌ من تشريع الله عز وجل للوصية بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فكان ذلك نبراسا لمرونة ويسر الشريعة ودفعاً لحاجة الفقراء ولكن لم يخلُ ذلك من اختبار للغني لبيان مدى فضل الله عليه وشكره بالتصدق على الفقراء وأن يجعل في ماله حقاًّ لهم وقد تجلى ذلك في قوله تعالى: (مِنْبَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۚ) وأيضاً في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ورد عن ابن عمر أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "ما حق امرئ مسلم يبيت ليلتين وله شيء يريد أن يوصي فيه إلا وصية مكتوبة عند رأسه " والمراد بالليلتين الحث على المبادرة على كتابة الوصية وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: " إنَّ الله تعالى تصدق عليكم بثلث أموالكم عند وفاتكم زيادة في حسناتكم ليجعلها لكم زيادة في أعمالكم " وهذا هو مقصد الشريعة التي تراعي حاجة الناس وأحوالهم، وتمكيناً من العمل الصالح؛ فإنَّ بالوصية يتمكن الإنسان العاقل من تدارك ما فاته من الواجبات، أو من أعمال البر والرحمة التي تعود على الأفراد والجماعات بالخير الشامل، والنفع الوفير، كما أنَّ بها يستطيع الشخص أن يصل رحمه وأقرباءه، الذين لا يرثونه فيتمسح عنهم حاجة الفقر، ويخفف عنهم قسوة الحياة خاصة الضعفاء منهم والبائسين، واليتامى والمساكين والضعفاء. ومن منطلق ذلك عزمت أن أخوض بحثاً. أقف من خلاله على أحكام الوصية وأقتصر بها على أحكام الوصية بالمنفعة وأبين موقف العلماء وآرائهم فيها وأسأل الله العلي القدير أن يوفقني في هذا البحث ليخرج على الشكل الصحيح، والله الهادي إلى سبيل الرشاد.

توثيق المرجعي (APA)