ملخص الدراسة:

الحمد لله الذي أرسل لنا محمداً نبياً، وجعل لنا الإسلام ديناً ندياً، وهدانا إلى النور والحق المبين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين وعلى أصحابه الغر الميامين في كل وقت وحين. أما بعد: يقول الله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }. إن البيت هو الأصل لقرار المرأة وقد اهتم الإسلام الحنيف بالأسرة المسلمة، فالآية الكريمة واضحة المعنى في النهي عن التبرج والسفور والبعد عن الخروج المبتذل الذي يهدم ولا يبني، ففي الآية إشارة لطيفة على أن الأصل هو البيت. فذلك تطهير للنفس واستقامة للروح. لكن الإسلام لا يمنع المرأة من المشاركة الايجابية في المجتمع المسلم حيث الحاجة ملحة لمشاركة المرأة في جميع مجالات الحياة مشاركة فاعلة ومنها المجال الإعلامي لذا كان لابد من التحدث فيه وبيان أحكامه وضوابطه الشرعية والأخلاقية والاجتماعية لأن كثير من المخالفات تقع في هذا المجال. ولعل الأصل هو التزام المرأة البيت وعدم الخروج منه إلا إذا دعت الحاجة إليه لعمل أو نحوه، فالسياسة تفرض أحياناً على المرأة الخروج من بيتها للمشاركة في الإعلام سياسياً واجتماعياً وثقافياً بشكل فعال فربما تحتاج المرأة للعمل أو يحتاج العمل للمرأة ففي مجال الإعلام باعتقادي أن المرأة بحاجة العمل الإعلامي أكثر من حاجة العمل لها وربما من أهم دوافع عمل المرأة في الإعلام هي الدفاع عن نفسها وعزها الذي سلب منها فمن حقها أن تعمل لتعيده وأن تبحث عن المكان المناسب لتسترد فيه كرامتها ولكن بضوابط شرعية وموازيين منضبطة أخلاقياً خاصة وأن وسائل الإعلام سلاحاً ذو حدين. وقد آثرت أن أتناول دور المرأة في الإعلام المعاصر في الفقه الإسلامي لبيان أن المرأة المسلمة لها وجود ايجابي تفيد به المجتمع وتدحض فيه زعم الغرب الكافر بان المرأة المسلمة العربية مضطهدة، وعلى هذا تستطيع المرأة المسلمة أن تثبت نفسها من خلال وسائل الإعلام المعاصرة بطريق شرعي وبضوابط إسلامية.

توثيق المرجعي (APA)