ملخص الدراسة:

الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، أكرمنا بالإيمان، وأعزنا بالإسلام، وأوضح لنا في كتابه العزيز طريق الخير والهدى، والصلاة والسلام على رسولنا وقدوتنا الذي بعث معلماً ومربياً ورحمة للعالمين، وأنزل عليه خير تشريع يحقق للبشرية السعادة في الدارين وذلك بجلب كل ما فيه مصلحة لهم، ودفع كل ما فيه مفسدة عنهم. ورضي الله عن صحابته أجمعين، ومن سار على هديهم إلى يوم الدين، وبعد،،، فإن الشريعة الإسلامية من أسمى الشرائع على الإطلاق، ويتجلى ذلك في مدى اهتمامها بكل ما فيه مصلحة وخير للإنسان، سواء في علاقاته الاجتماعية، أو معاملاته المالية، أو عاداته أو أحواله الشخصية. فبينت النصوص القرآنية والسنة النبوية ما ينظم هذه العلاقات ويقيمها على أساس الاحترام المتبادل بين الجميع، ورعاية مصالح الناس كافة، ورد المفاسد عنهم قدر المستطاع، خاصة العلاقات التي تكون بين أفراد الأسرة الواحدة، وذلك باعتبارها النواة الأولى التي تكون المجتمع الإسلامي، وقد ركزت الشريعة الإسلامية على العلاقة بين الزوجين وذلك لأهميتها، وأهمية ما يترتب عليها من أحكام لها علاقة بالزوجين وبكل من يحيط بهما. ولذلك حرص الإسلام على هذه النواة، وبنائها على أساس تقوم على المودة، الرحمة، التعاون، العدل، والحق، قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً}. وحتى تثمر الجهود المشتركة بين الزوجين في تكوين جيل صالح، كان لابد من رضى كل من الزوجين بالآخر، ويقبل به ليتم الانسجام بينهما فالرجل يختار شريكه والمرأة كذلك، ولكن عن طريق أوليائها من العصبات أو من يقوم مقامهم، ويتم اختيارهم بناء ً على شفقتهم ورعاية المصلحة. ولكن قد يحدث أن تزوج المرأة نفسها بدون إذن وليها. فهل يعتبر هذا الزواج صحيحاً، أم لا؟ وهل تترتب عليه آثار أم لا؟ هذا ما سوف أتناوله في بحثي هذا إن شاء الله، وأسأل الله التوفيق والسداد.

توثيق المرجعي (APA)