الكفاءة في الزواج مقارنة بقانون الأحوال الشخصية pdf
ملخص الدراسة:
الحمد لله الذي خلق فسوى، وقدر فهدى، والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين محمد بن عبد الله المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والتسليم. أما بعد: فقد قضى الإسلام على العصبية الجاهلية بتعاليمه الإنسانية، فوضع ميزاناً للتفاضل بين الناس (التقوى والعمل الصالح) قال تعالى: )يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). كما كانت توجيهاته-عليه الصلاة والسلام-تأكيداً لهذا المعنى فقد روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أكرم ؟ قال: أكرمهم عند الله أتقاهم). فرسَّخ-عليه الصلاة والسلام-بسنته القولية والفعلية أصول العقيدة والمبادئ الإنسانية السامية والتي من أهمها مبدأ المساواة، فقال عليه الصلاة والسلام: (إن ربكم واحد، وإن دينكم واحد: أبوكم آدم وآدم خلق من تراب، فلا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأحمر على أسود إلا بالتقوى). بهذا حارب الإسلام هذه العصبية وقضى عليها للآثار السلبية الكثيرة التي ترتبت عليها والتي تضر بالأمة الإسلامية أفراداً وجماعات ضرراً عظيماً، روى مسلم في صحيحه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن : الفخر بالأحساب، و الطعن في الأنساب، والنياحة، والاستسقاء بالنجوم). لقد أطلت العصبية برأسها القبيح في أيامنا المعاصرة، وعاد الناس يتفاخرون بالأحساب والأنساب، والأعمال والأموال، وتعصب كل رجل إلى جنسه وبلده وأرضه ولفئته وقومه وعمله وماله، فصار المسلمون فرقاً وأحزاباً، كتلاً وجماعات متناحرة متنازعة، مخالفين بذلك أهم تعاليم دينهم وأصول عقيدتهم وأساس اجتماعهم القائم على رابطة الأخوة في الله المنبثقة من قوله تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ). فهذا الدين يقوم على التوحيد والوحدة فهما صنوان لا يفترقان فأبناء هذه الأمة(المسلمون- كما قال عليه الصلاة والسلام- تتكافأ دماؤهم وهم يد على من سواهم ويسعى بذمتهم أدناهم) وهم كالجسد الواحد الذي إذا ما اشتكى فيه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. فالإسلام دين الفطرة يتعامل مع الإنسان في حدود فطرته وواقعه وحاجاته الحقيقية، فالذي خلق الإنسان جعل من فطرته(الزوجية) شأن كل شيء خلقه في الوجود، قال تعالى: (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ). ثم شاء الله أن يجعل من الزوجين في الإنسان شطرين للنفس الواحدة ليكمل أحدهما الآخر، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا). فالأسرة هي المؤسسة الأولى في الحياة الإنسانية، وهي أعظمها وأكرمها؛ لأنها تنشئ الإنسان أكرم المخلوقات في الوجود وهي التي تمد المجتمع الإنساني بعوامل الاستمرار والبقاء والرقي، وهي فوق ذلك توفر لشطري النفس (الرجل والمرأة) على حد سواء السكن والطمأنينة والستر والإحسان، سكناً للنفس وهدوءاً للأعصاب قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً). وعليه فإن تمسك كثير من أولياء الأمور بشرط النسب أو الغنى أو العمل أو التعليم أو…ألخ؛ أدى إلى عضل النساء وإلى تفشي العنوسة في المجتمع، فالتزاوج بين المسلمين يجعل الأباعد أقارب ويجعل الشعوب والقبائل والعشائر أصهاراً وإخواناً قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً). إن المرأة المسلمة في زماننا تبحث عن مخرج لها من هذا العضل، الذي كان سببه التشدد في الكفاءات وفهمها المغلوط من الأولياء، فرأيت أن هذه المسألة تحتاج إلى تقصي للحقائق وبحث وتمحيص فقررت أن أبحث فيها مستعيناً بالله تعالى ، سائلاً الله عز وجل التوفيق والسداد .
توثيق المرجعي (APA)
خصائص الدراسة
-
المؤلف
الكردي, حسن محمد عبد الحميد
-
سنة النشر
2006
-
الناشر:
الجامعة الإسلامية - غزة
-
المصدر:
المستودع الرقمي للجامعة الإسلامية بغزة
-
نوع المحتوى:
رسالة ماجستير
-
اللغة:
العربية
-
محكمة:
نعم
-
الدولة:
فلسطين
-
النص:
دراسة كاملة
-
نوع الملف:
pdf