ملخص الدراسة:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد: الزواج نعمة من النعم التي من الله علينا بها، وسنة من سنن هذا الكون ،وهو الوسيلة الشريفة لإشباع الرغبات الجنسية دون شذوذ أو انحراف، وهو الطريق القويم لتكوين الأسرة ، والتي هي نواة المجتمع القائمة على المودة والرحمة كما قال تعالى (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) وبما أن الزوجين هما أساس العقد ،وركناه العظيمان، فلابد أن تبنى العلاقة بينهما على أساس من الوضوح والصراحة، ومن أول يوم، لأن عقد الزواج عقد مقدس فهو عقد وعهد بدوام العشرة والمحافظة عليها، والتي قد تدوم إلى سنوات طويلة، فإذا لم يقم هذا العقد على الصدق ومن أول لحظة ترتب عليه آثار مدمرة على الزوجين، وعلى الأسرة، وعلى المجتمع خاصة إذا ما بني هذا العقد على الخداع والغش والتدليس من قبل الزوجين، أو أولياء أمورهما، أما آثار التدليس في عقد الزواج على الزوجين فإنه يؤدي في كثير من الأحيان إلى انقطاع الحياة الزوجية بينهما، وما يترتب على ذلك من ضياع للأولاد وهدم للأسرة، والتي هي نواة المجتمع فتنشب المشاكل الاجتماعية التي لها آثارها النفسية على الزوجين والأبناء، لذلك فإن قيام بعض الأزواج بإخفاء العيوب عن بعضهم البعض، أو قيام أولياء الأمور بهذا الدور ومحاولة الغش بإخفاء العيب عن الزوج أو الزوجة دون وازع ديني جرم كبير، وليس من أخلاق المؤمنين قال صلى الله عليه وسلم:" من غشنا فليس منا" لذلك لا يجوز الالتجاء للأساليب الملتوية ،وكتمان الحقيقة وإخفاء العيوب لحل مشكلة الزواج بل إن هذه الأساليب تعقدها وتؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها في الحياة الدنيا، وغضب الله تعالى ونقمته في الآخرة على من يقوم بذلك.

توثيق المرجعي (APA)