ملخص الدراسة:

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، حمد المؤمنين الصابرين القائمين بأمر ربهم، وحكمه وشرعه، والصلاة والسلام على الرسول القدوة، وعلى آله وصحبه وبعد: لقد كانت الغاية من ابتعاث النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلحاق الرحمة بالعالمين، واسترداد إنسانية الإنسان وكرامته، والدخول به عتبة الرشد البشري والكمال الإنساني، ووضع الأغلال والآصار عنه، وكانت رسالته الخالدة الخاتمة؛ فكان منهاجها منهاجاً متوازناً لا تتناقض أجزاؤه بل تتكامل أحكامه وتشريعاته؛ فهو عدل كله ورحمة كله وإحسان كله… ومن القضايا المهمة في حياة الإنسان، تلك القضايا المتعلقة بأحواله الشخصية، ولما لها من أهمية فقد تناولها التشريع الإسلامي بشكل دقيق وشفاف؛ فعالج أحكام الولاية والزواج والطلاق، وغيرها من القضايا. والزواج يعد من أهم الموضوعات التي اهتم بها المشرع اهتماماً بالغاً، لتعلقه بالأعراض التي يعد حفظها أحد المقاصد الكلية للشريعة الإسلامية، ولأجل ذلك جعل المشرع للولي أمر مباشرة عقد النكاح حيث قال: صلى الله عليه وسلم "لا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل...". ودور الولي يتجسد في المحافظة على المرأة، وتحقيق ما فيه مصلحة لها، وهو كذلك ينأى بالمرأة عن مباشرة عقد الزواج، وفي ذلك دفع للحرج عنها، ولكننا في هذه الأيام نرى بعض الولاة يتعسفون في استخدام حقهم، من خلال إجبار المرأة على النكاح، دون أن يكون في ذلك أي وجه من وجوه المصلحة، أو من خلال منع المرأة من حقها في النكاح ظلماً وعدواناً، وهو ما يعرف بالعضل، ولكن المشرع كان للولي الظالم بالمرصاد حيث جعل للمرأة سبلاً عديدة تمكنها من التخلص من ظلمه، وموضوع العضل يعد من الموضوعات القديمة المعاصرة التي تظلم المرأة من خلالها وتنتهك حقوقها، فرأيت أن أبحث في هذا الموضوع – عضل المرأة من النكاح – مساهمةً منى في خدمة العلم الشرعي، ولبحث مشكلة اجتماعية أوجدتها الجاهلية المعاصرة.

توثيق المرجعي (APA)