أحكام انفراد المرأة في إنهاء عقد النكاح (دراسة فقهية مقارنة) pdf
ملخص الدراسة:
إن الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه, ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا وسيئاتِ أعمالِنا, من يهدِهِ اللهُ فهوَ المهتدِ, ومن يضللْ فلا هاديَ له, وأشهدُ أنَّ لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه. خلقَ اللهُ من كلِ شيءٍ زوجين, لتحقيقِ الحكمةِ الربانيةِ من التناسلِ والتكاثرِ وتآلفِ الأزواجِ وإعمارِ الأرض, وجعل في كلٍ من الجنسين الميلَ للآخر, فها هو الإنسانُ خلقهُ اللهُ جل جلاله لرسالةٍ عظيمةٍ وأمانةٍ ثقيلةٍ ألا وهي خلافةُ الأرض, وسبق علمُه سبحانَه وتعالى بأنها لن تتحققَ إلا بالتناسلِ والتكاثر, فسَنَّ الزواجَ لتحقيقِ هذه الغايةِ منذُ خلقِ آدمَ وحتى قيامِ الساعة, وانطوى تحت لواءِ المودةِ والسكينةِ والرحمةِ كلُّ من دبَ على هذه البسيطةِ حتى الأنبياء والرسل, قال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}, فجمع الله بين الزوجين وربط بينهما بميثاقٍ غليظٍ قوامُهُ المودةُ والرحمةُ والسكينةُ, عقدٌ سما عنِ الماديات, تآلفتْ فيه القلوبُ, والتأمتْ الأرواحُ, وتعانقتْ الأفكارُ حتى كأنهما جسدٌ واحدٌ, ونفسٌ واحدةٌ, ولكن إذا هبتْ رياحُ الشحناءِ, وامتلأتْ القلوبُ بالبغضاءِ, وانقلبُ الودُ إلى جفاءٍ, والسعادةُ إلى شقاءٍ, فقد لا يتمُّ بينهما التقاربُ في الأفكارِ, وقد يكونُ مبتلىً بمرضٍ في نفسِه أو جسدِه ولم يخبرْها, أو يرتكبُ ما يُخِلُ بالأمانةِ الزوجيةِ, أو يكونُ معسراً لا يستطيعُ الإنفاقَ عليها, أولاً يؤدي حقَ اللهِ من الفرائضِ والطاعاتِ, أو يُلقِى على زوجته بأمطارٍ وبيلةٍ منَ الشتمِ والضرب والتعذيبِ, أو يبالغ في الفسق والفجور, أو لا تستطيعُ الزوجةُ الاستمرارَ في معاشرته لنفرةٍ وقعتْ في قلبِها منه, فتقفَ المرأةُ حائرةً بين العيشِ بذلٍ ومرارٍ, أو الفراقِ وما به من ويلاتٍ ليس عليها فحسب بل على الأولاد والمجتمع, فتأتي الشريعةُ السمحةُ لتلقيَ لها شِباكَ الخلاصِ بالحلِ الوحيدِ الذي هو آخرُ الدواءِ" الكي" وآخرُ العلاجِ "البتر" وهو الفراقُ فلأَن تفترقَ خيرٌ من أن تجنىَ على نفسِها وأولادِها والمجتمع, فالله تعهد لعباده الحياة الكريمة في كل الأحوال عَلِمَ ذلكَ مَنْ عَلِمَ, وجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَ, ففي الكيان الأسري الذي أكرم الله به الإنسان من الخير والشر للطرفين, بما فيه من جلب مصالح, ودرء مفاسد, يقول الإمام الشاطبي: (الأحكام شرعت لمصالح العباد, فإذا كان الأمر في ظاهره وباطنه على أصل المشروعية فلا إشكال, وإن كان الظاهر موافقا, والمصلحة مخالفة, فالفعل غير صحيح, وغير مشروع؛ لأن الأعمال الشرعية ليست مقصودة لأنفسها, وإنما قصد بها معانيها وهي المصالح التي شرعت لأجلها)، وقد أجملَ البهوتي الحلَ فقال" ربما فسدَ الحالُ بينَ الزوجينِ فيؤديَ إلى ضررٍ عظيمٍ, فبقاؤُه إذن مفسدةٌ محضةٌ, فشرعَ ما يزيلُ النكاحَ لتزولَ المفسدةُ الحاصلةُ منه", فأعطى الشارعُ المرأةَ حقوقاً مثل: الاشتراطِ في أصلِ العقدِ بما لا يخالفُ الشرعَ, وجعل الطلاقَ بالتفويضِ منَ الزوجِ حقاً في يدها, وجعل لها حقَ المخالعةِ, والمطالبةِ بالتفريق بحكم القاضي, فألقيتُ الضوءَ في بحثي المتواضع على ما تنفردُ به المرأةُ من حقوقٍ في مسائلِ إنهاءِ الزواجِ وأحكامٍ مترتبةٍ على هذا الانفرادِ بما فيه من طلاقٍ وفسخٍ, وما يتبعُهما من عدةٍ وأحكامها, ولأن الطلاق بيد الرجل ولا تنفرد به المرأة فعالجتُ أحكام انفراد المطلقة عن مثيلاتها في بعض الأحكام الشرعية, وحاولتُ إحاطة المسائل المتفق عليها أو التي تشاركُ فيها الزوجةُ الزوجَ بشيءِ يسيرِ من الشرحٍ والتفصيلٍ, ولكني أفردتُ بحثي ما استطعتُ إلى ذلك سبيلاً للمسائلِ الخلافيةِ التي انفردتْ المرأةُ بها في أحكام إنهاء عقد الزواج وما تختص به من حقوق فيها لعلني أثري المكتبةَ الفقهيةَ بما ينتفعُ به طلبةُ العلمِ, واخترتُ أن يكونَ عنوانُه أحكام انفراد المرأة في إنهاء عقد النكاح
توثيق المرجعي (APA)
ابو جزر, تهاني رمضان عيسى (2012). أحكام انفراد المرأة في إنهاء عقد النكاح (دراسة فقهية مقارنة). الجامعة الإسلامية - غزة. 21868
خصائص الدراسة
-
المؤلف
ابو جزر, تهاني رمضان عيسى
-
سنة النشر
2012
-
الناشر:
الجامعة الإسلامية - غزة
-
المصدر:
المستودع الرقمي للجامعة الإسلامية بغزة
-
نوع المحتوى:
رسالة ماجستير
-
اللغة:
العربية
-
محكمة:
نعم
-
الدولة:
فلسطين
-
النص:
دراسة كاملة
-
نوع الملف:
pdf